قال الخبير الاقتصادي البارز، محمد العريان، إنه يشعر «بعدم ارتياح» تجاه استثمار ثروته الشخصية في سوق الأسهم، وإنه آثر التنويع، مبتعداً عن الأسهم، فيما تصارع البنوك المركزية معركة لتهدئة التضخم.

وذكر العريان، في حوار مع بودكاست «موني كلينيك» على «فايننشال تايمز»، أنه تبنى «المنهج جرسي الشكل»، الذي ينطوي على تخصيص جزء كبير من المحفظة الشخصية للنقد منخفض المخاطر، والنقد المكافئ الذي يدر فوائد مناسبة، وفي الوقت ذاته يزيد انكشافه على ديون متعثرة، تتسم بدرجة أعلى من المخاطر؛ لتحقيق التوازن في المحفظة.

وأضاف العريان، معدداً مزايا حسابات التوفير النقدية الأفضل، التي تدر فائدة: «إن كنت لا تشعر بالارتياح تجاه سوق الأسهم، مثلما أفعل أنا بالمناسبة فهناك مجال جيد بإمكانك إيداع أموالك فيه، وتحصل منه على ما يتراوح بين 4 % و5 % من عائد أموالك، وستتضاعف هذه النسبة»، وفي الناحية المقابلة ثمة العديد من الفرص فيما يُدعى بالاستثمار المتعثر في الائتمان الخاص، وأمور من هذا القبيل.

وشدد العريان على أنه تمكّن من اتخاذ هذا المركز كونه مستثمراً ذا خبرة، محذراً من أن نهج الاستثمار «جرسي الشكل» قد لا يكون مناسباً للمستثمرين المبتدئين. يُشار إلى أن العريان هو كبير المستشارين الاقتصاديين لشركة «أليانز»، وهي الشركة الأم لـ«بيمكو»، أكبر موفر لاستثمارات السندات والدخل الثابت، حيث عمل سابقاً وشغل منصب الرئيس التنفيذي، كما أن العريان محرر مساهم في «فايننشال تايمز».

وقال العريان:«سيأتي الوقت الذي أشعر فيه بارتياح أكبر تجاه زيادة انكشافي على الأسهم، لكنني حذر للغاية»، في إشارة إلى التقلبات بأسواق كل من الأسهم والسندات وسط توقعات ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

وقال العريان: «سنعود ببطء في الأعوام القليلة المقبلة إلى شيء أكثر طبيعية، تعود فيه العلاقات الترابطية التقليدية، وبالتالي تعود استراتيجيات تقليل المخاطر المعتادة... بإمكاني أن أخبرك عن الوجهة النهائية، لكن الرحلة موجعة حقاً».

يرى العريان أن السمات الثلاث الأهم، التي يجب أن يتحلى بها المستثمرون هي: المرونة، والاختيارية، وخفة الحركة، بالنظر إلى التوقعات الحالية، وأسهب قائلاً: المرونة تعني قدرتك على استيعاب الخطأ، أما الاختيارية فهي العقل المنفتح، فأنت بحاجة إلى إدراك أن هناك أموراً لا تعرفها بطبيعة الحال، وأنك بحاجة إلى التفكير بصورة مختلفة، وأخيراً خفة الحركة، وهي القدرة على التحرك سريعاً، وحتى أكون واضحاً فالأمر لا يتعلق بالاستثمار فحسب، وأعتقد أن الحكومات والرؤساء التنفيذيين عليهم أن يسألوا أنفسهم كل يوم: «ما مدى المروة لدينا؟ ما بال اختياريتي؟ وما مدى خفة حركتي؟».

كما تحدث العريان عن الموضوعات، التي تضمنها الكتاب الجديد، الذي شارك في تأليفه ويحمل اسم «الأزمة المستمرة: خطة لرأب عالم ممزق»، وكشف أن أولى ذكرياته فيما يتعلق بالنقود لعبة الـ«بلاك جاك» مع عمه أثناء نشأته في مصر، كان حينها لا يزال صبياً صغيراً في الخامسة أو السادسة من العمر، وقال: «كان معه، بالمقارنة بي، قدر لا نهائي من النقود، ولذلك كان ينتصر دائماً في النهاية».