يتعرض مستشارو التراث الشعبي أحياناً إلى أسئلة واستفسارات عن أمور دقيقة في جانب من جوانب الحياة في الماضي، ويتوقع السائلُ أن يجد لدى المستشار الجواب الشافي، ويحيط بمختلف جوانب الموضوع، ولكنه يصاب بخيبة أمل حينما يجيبه المستشار بأنه لا يعرف كل تلك التفصيلات أو يطلب منه مهلةً للبحث عنها في المراجع المعتمدة أو سؤال ذوي الخبرة من الرواة المعمرين؛ فالكثير من أبناء الجيل الحالي لا يدرك أن من العسير جداً، بل من المستحيل، أن يحيط المستشار التراثي بحياة الماضي في كل جوانبها ودقائقها، وحتى لو عاش شطراً من حياته في حقبة ما قبل النفط، وحالُه في هذا كحال المؤرخ الذي لا يستطيع الإحاطة بأحداث العالم كافة وتواريخ دوله وشخصياته، إذ إن التراث الشعبي يشمل مختلف شؤون الحياة في البيئات المختلفة قديماً، ولذا فإنه لا مناص من التخصص في جانب معين بعمق، مع الإلمام بخطوط عريضة عن جوانبه الأخرى القريبة من ذلك التخصص، ولو ضربنا لذلك مثلاً بالتراث البحري، سنجد أن المتخصص فيه يكون غالباً من هواة الصيد البحري منذ وحتى لو عاش شطراً من حياته في حقبة ما قبل النفط، وحالُه في هذا كحال المؤرخ الذي لا يستطيع الإحاطة بأحداث العالم كافة وتواريخ دوله وشخصياته، إذ إن التراث الشعبي يشمل مختلف شؤون الحياة في البيئات المختلفة قديماً، ولذا فإنه لا مناص من التخصص في جانب معين بعمق، مع الإلمام بخطوط عريضة عن جوانبه الأخرى القريبة من ذلك التخصص، ولو ضربنا لذلك مثلاً بالتراث السباحة وتجهيز السفينة ومعدات الصيد وإدارة سفينة الصيد وطرائق وأساليب الصيد وتقلبات الطقس والتنبؤ بها وأنواع الأسماك وأسمائها المحلية ومصطلحات المهنة وفنون تسويق الإنتاج وصيانة السفينة ومعدات الصيد والخيران والمواضع التي يكثر فيها الصيد، وقد يتخصص في مهنة الغوص على اللؤلؤ عبر البحث والدراسة والتقصي، فيكون ملماً بفن إدارة رحلة الغوص ومعرفة الهيرات (مغاصات اللؤلؤ) واستخدام البوصلة وتقييم اللآلئ وقوانين الغوص العرفية وأساليب بيع وتسويق اللآلئ... وهناك جوانب لها مساس بهذا المجال تشمل مشروعات الغوص الحديث، واستزراع محار اللؤلؤ في الإمارات حديثاً، والتاريخ الاقتصادي للخليج، وبخاصة تاريخ الغوص على اللؤلؤ بين الازدهار والتدهور، ومشاهير نواخذة الغوص وتجار اللآلئ، وصناعة السفن، والنقل البحري، وكل ما له علاقة بعالم الغوص واللؤلؤ.