استنفرت القوى التعليمية والخبراء في العلوم والتقنية في بريطانيا في محاولة لإيجاد حلول للمخاطر المحدقة بالقطاع التعليمي بسبب انكباب التلاميذ على استخدام الذكاء الاصطناعي.

الإنجليز الذين عرف عنهم صرامة اختباراتهم لا يروق لهم الحال وهم يرون هذا العبث في «الغش» عبر تلك الآلة تفرم سؤال الطالب جيداً ثم تأتيه بعصارة الإجابات المثلى ليقدمها للمعلم على شكل واجب منزلي!

وقد شارك في هذا المشروع الوطني اللورد مارتن ريس، وهو عالم صدر له نحو 500 بحث علمي، وذو مكانة رفيعة في الحقل التعليمي، انضم إليهم مختصون في الذكاء الاصطناعي من غوغل.

وجامعة كمبريدج وغيرهما. ويدعمهم كذلك تحالف دولي من المعلمين في القطاع العام والخاص، ورؤساء هيئات الاختبارات في المملكة المتحدة بحسب تقرير التايمز اللندنية.

ويعتزم هذا الجيش العرمرم إنشاء موقع شامل سينشر فيه جميع الإرشادات والنصائح اللازمة، فضلاً عن حالات تطبيقية حقيقية، وتوجيهات لمساعدة المدارس البريطانية لتجاوز «المشهد المعقد للذكاء الاصطناعي في الحقل التعليمي».

غير أن التحدي الكبير الذي يواجه المدارس هو السرعة المذهلة التي يتطور بها الذكاء الاصطناعي، فصار في مقدوره ليس كتابة نصوص فحسب بل ينشئ صوراً، ورسومات، وتصاميم، وعروضاً تقديمية وغيرها.

حاولت أن أسأل الذكاء الاصطناعي نفسه باعتباره من أوجد لنا تلك المعضلة، إن كان لديه حل أو يشعر بالحرج لما سببه من أزمة في قطاع التعليم، وضمور في قدرات الشباب في التفكير بمنأى عن مساعداته. فوجهت لمنصة «تشات جي بي تي» السؤال التالي: «كيف يمكن أن يمنع المعلمون الطلبة من استخدام الذكاء الاصطناعي في الواجبات والاختبارات». فقالت ماكينة العصر AI ما يلي حرفياً:

«في عصرنا المعاصر، أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الطلاب في حل الواجبات والاختبارات وسيلة شائعة للغش» وهذا اعتراف صريح منه بعمق الأزمة.

ثم يضيف محاولاً تقديم إجابة مبررة لي: «لهذا السبب، يجب على المعلمين اتخاذ إجراءات صارمة لضمان نزاهة العملية التعليمية. منها:

• تصميم أسئلة فريدة: يجب على المعلمين تصميم أسئلة تتطلب التفكير النقدي والتحليل، بدلاً من الأسئلة التي يمكن البحث عن إجاباتها بسهولة على الإنترنت.

• استخدام البرامج المكافحة للغش: هناك العديد من البرامج التي تكتشف النسخ واللصق أو تقارن الإجابات للكشف عن التشابه.

• التركيز على التقييم العملي: يمكن للمعلمين التركيز على التقييمات التي تتطلب التطبيق العملي، مثل المشروعات والأبحاث الميدانية، التي تكون أكثر صعوبة في الغش من خلالها.

• تعزيز الوعي: تثقيف الطلاب حول أهمية النزاهة الأكاديمية والتقييم العادل يمكن أن يساعد في تقليل معدلات الغش.

• الإشراف المباشر: في الاختبارات، يجب ضمان وجود إشراف مباشر للطلاب ومنع استخدام الأجهزة الذكية أو الوصول إلى الإنترنت.

في الختام، يجب أن يكون لدى المعلمين استراتيجية محددة لمواجهة هذه التحديات. فمن خلال الجمع بين التكنولوجيا والممارسات التقليدية، يمكن الوصول إلى حلول ناجعة».

(انتهى رد الذكاء الاصطناعي). ويبدو أنه اقترح ما يحاول البريطانيون حالياً فعله. وربما سيستغرق الأمر منهم شهوراً من الاجتماعات والبحث والتمحيص ثم يعودون إلى ذلك المقترح البسيط الذي قدمه لي الذكاء الاصطناعي في ثلاثين ثانية!

خطورة الوضع الذي نعيشه، أن الآلات بدأت تفكر، وتحل، وتكتب وتعلمنا أيضاً كيف يمكن أن نخرج من تلك الورطة.

كان يقال سابقاً إن الآلة يمكن أن تفعل كل شيء إلا أن تكتب لغة فصيحة على غرار ما يفعله الإنسان، وها هي تثبت أعجوبة جديدة. أنها معضلة تحتاج إلى تضافر الجهود لتقليل تداعيات الأزمة.