سيشهد الاقتصاد العالمي المزيد من الركود التضخمي على جانبي المحيط الأطلسي في الربع الأخير من العام. بدأ الركود في ألمانيا وهولندا، ومن المتوقع أن ينتشر إلى دول أوروبية أخرى مع تباطؤ النمو بشكل كبير في الولايات المتحدة. ويستمر التضخم في العامين الحالي والمقبل؛ ما يجبر البنوك المركزية على سياسة نقدية متحفظة.

لا يعني ذلك زيادة كبيرة في أسعار الفائدة؛ حيث أوقفت بعض البنوك المركزية زيادة الفائدة في بعض الاجتماعات؛ ما يشير إلى اقتراب نهاية دورة رفع أسعار الفائدة أو ربما انتهائها. سيتبع ذلك ضبط دقيق للسياسات النقدية في محاولة للحفاظ على سياسة متحفظة، بينما يظل التضخم فوق أهداف البنوك المركزية. وستكون الآفاق مظلمة بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي والمخاطر الجيوسياسية؛ ما سيدعم فرضية ارتفاع أسواق السندات.

من الممكن أن نشهد زيادة أخيرة في أسعار الفائدة قبل أن تنخفض، حيث تتجه البنوك المركزية نحو خفضها؛ ولذلك نستمر في تفضيل السندات السيادية ذات الأجل القصير، مع فرصة لزيادة المدة المستثمرة نحو نهاية العام.

يظل التضخم تهديداً كبيراً لمستثمري السندات، وقد يحتاج إلى تشديد إضافي رغم الركود العميق إذا ارتفع بعد أن تصل البنوك المركزية إلى أعلى مستويات الفائدة. يمكن أن يؤثر هذا بشكل رئيس على الجزء الأمامي من منحنى العوائد، لكن العوائد طويلة الأجل سترتفع أيضاً، كما حدث في السبعينيات. تقدم سندات الخزانة الأمريكية عائداً بنسبة %5 لمدة عامين، ولديها مدة معدلة تبلغ %1.5؛ ما يعني أن المستثمر سيخسر فقط %1.5 إذا ارتفع العائد بمقدار 100 نقطة أساسية فجأة؛ لذا نظراً لعدم اليقين في توقعات التضخم، تعد السندات قصيرة الأجل خياراً لادخار الأموال النقدية والانتظار لبيئة استثمارية أفضل. في الوقت نفسه، تصبح السندات السيادية طويلة الأجل جاذبة عندما لا تكون هناك فرصة لارتفاع التضخم. ومع تزايد الركود، سيصبح التضخم أقل قلقاً. ستظهر فرص أفضل لزيادة المدة في محافظ الاستثمار نحو نهاية العام عندما تضطر البنوك المركزية إلى تخفيف الاقتصاد.

تتيح حالة التضخم والركود الحالية فرصاً للاستثمار في الأوراق المالية المرتبطة بالتضخم. تقدم السندات المرتبطة بالتضخم عوائد ممتازة على المدى الطويل؛ حيث تدفع السندات لمدة عامين عائداً بنسبة %3، ولمدة 10 سنوات و5 سنوات بنسبة فوق %2. يُتوقع أن يظل التضخم مرتفعاً رغم الدورة القوية التي شهدناها لرفع أسعار الفائدة؛ ما يجعل الاستثمار بهذه السندات فرصة جيدة في محافظ متنوعة.