رسخت الدورة الـ 7 لـ«تحدي القراءة العربي»، إحدى المبادرات الرائدة لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مكانتها، وعززت دورها في تحفيز العقل العربي على القراءة، وأعادت شعبية فعل القراءة بشكل غير مسبوق، في السياق العربي، لنجد آلاف المتنافسين.. وملايين المشجعين.. وكأن الأمر يتعلق في شعبيته بمباريات كرة القدم... أو أي رياضة أخرى.. وليس الكتاب.. خير صديق الذي تضاءلت شعبيته كثيراً فيما سبق.

تحولت أوبرا دبي، هذه الدار التي اعتادت على استقبال الفرق الغنائية والاستعراضية والأدائية العالمية على تنوعها، إلى ساحة لتنافس من نوع آخر، واكتظت عن آخرها بالمتابعين، ما بين محبين للقراءة، وإعلاميين، ومشجعين من وفود مختلفة جاؤوا لمناصرة أحد المرشحين على اللقب، في منافسة جميع أطرافها رابحون، وهو الحدث الذي شهد متابعة مليونية بكل تأكيد خلف شاشات المشاهدة، قياساً بالأعداد الكبيرة التي استوعبتها مراحله المختلفة.

تحتضن دبي هذه التظاهرة العربية الكبرى للعام السابع على التوالي، لكن التأثير يمتد إلى الوطن العربي بأسره، لتعيد الاعتبار للكتاب على طاولة الطفل العربي، بل وفي عالمه المزدحم بالعديد من المغريات والممارسات الترفيهية الأخرى التي لا يحمل الكثير منها أي إضافة معرفية أو فكرية، أو حتى رياضية وبدنية.

هذه المتوالية من نجاح «تحدي القراءة العربي» تجعلنا لا نبالغ إذا ارتأينا أن دولة الإمارات أصبحت بمثابة عاصمة دائمة للقراءة العربية، وذلك بامتلاكها منظومة واضحة تحفز الناشئة والشباب العربي على القراءة الواعية، حيث يقوم المشارك بالمسابقة بتقديم مختصر لمجموعة الكتب التي قام بقراءتها، والتي تشهد أيضاً مناقشة من قبل لجنة تحكيم رفيعة، لكنها عاصمة يمتد إشعاعها الثقافي والمعرفي إلى سواها.

تتعدد مقومات دولة الإمارات في فعل القراءة، فبالإضافة إلى امتلاكها أحدث وأكبر مكتبة عربية، والتي تضم أكبر فهرس مكتبة في الشرق الأوسط، ممثلة في مكتبة محمد بن راشد، يوجد بها اثنان من أكبر معارض الكتب في المنطقة، جنباً إلى جنب العديد من المعارض النوعية الموسمية الأخرى، وغيرها من المقومات التي أكسبت فعل القراءة في الإمارات انتشاراً وديمومية. 

ومع نجاح المبادرة في إحداث نهضة في القراءة عبر وصولها إلى طلبة المدارس والجامعات على امتداد الوطن العربي، شاملة أبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية، ومتعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها، شهدت دورتها الأخيرة إضافة فئة مستحدثة خاصة بأصحاب الهمم، ما أكسبها طابعاً إنسانياً يضاف إلى رسالتها التنويرية المعرفية، وينسجم مع رسالة الإمارات الإنسانية والحضارية.. رسالة الخير والمحبة والمساهمة في كل ما هو في صالح الإنسان وتنميته وتعزيز ازدهاره في كل مكان على كوكبنا، وفي القلب منه وطننا العربي.