للفكر قوة مؤثرة في حياتنا، فهي التي تمدنا بالطاقة، وتشحذ همتنا في مواجه التحديات، والتغلب عليها، وللفكر تأثير خاص على شخصياتنا وأفكارنا وقراراتنا وحتى أجسادنا، فكما يقول العالم ابن سينا: «إن قوة الفكر قادرة على إحداث المرض والشفاء منه، فمن خلال هذه القوة نتعلم كيف ننمي قدراتنا، ونغذي أفكارنا، ونطور مهاراتنا، وأن نرفع من مستوى وعينا تجاه بعض القضايا المحيطة بنا، وعبرها نفتح عيوننا على مصادر إلهام كثيرة تساعدنا على تطوير ذواتنا بطريقة تنعكس إيجاباً على حياتنا المهنية والشخصية».
تكمن قوة الفكر وفقاً لابن سينا في طبيعة الأفكار، التي نحملها وتأثيرها، وقدرتها على تغيير قناعاتنا، وكل من يحيط بنا، ولذلك يمكن اعتبار الأفكار أشبه بسلاح ذي حدين، فقد تكون مصدراً للقوة والضعف أيضاً، وذلك يكون بناء على طبيعة طرق توظيف هذه القوة واستخداماتها في تغذية وإثراء عقولنا بكل ما نحتاج إليه من معارف مهمة، تساعدنا على إحداث التغيير المطلوب في حياتنا.
تحديد ما نمتلكه من قوة فكر يكون بناء على حجم تعاملنا مع الأفكار الإيجابية، ونظيرتها السلبية، حيث لكل واحدة منها تأثيراتها وانعكاساتها الخاصة على النفس، ففي الوقت الذي يلعب فيه التفكير الإيجابي دوراً مهماً في تحفيزنا على تحقيق النجاح كونه يعتبر بداية جديدة لكل شيء، فإن التفكير السلبي يسهم في إضاعة الكثير من الفرص الذهبية، التي يمكنها المساهمة في نقل مستوى الوعي لدى الإنسان، فضلاً عن قدرته على ضخ كمية عالية من اليأس والإحباط في الحياة.
قوة الفكر موجودة لدينا جميعاً، ويمكن الاستفادة منها في أي وقت، من خلال التركيز على إبراز نقاط قوتنا، وتجاوز نقاط الضعف الساكنة فينا، فضلاً عن أهمية التوقف عن التفكير في ما لا يمكن فعله، واكتشاف ما يمكن تحقيقه على أرض الواقع، لأن النجاح لا يتطلب الكمال، وإنما يحتاج إلى التفاؤل والعمل الدؤوب.
مسار:
الاعتقاد بعدم امتلاك القوة من أسهل طرق فقدانها.