تحل علينا ذكرى عيد الاتحاد الـ 52 هذا العام بأجواء، يحيطها الفخر والاعتزاز، بما حققته دولة الإمارات من إنجازات تاريخية كبيرة، أهمها نجاح مهمة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في محطة الفضاء الدولية في أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، وإطلاق مسبار الأمل الإماراتي كأول مسبار عربي يصل إلى مدار كوكب المريخ في مهمة علمية لجمع معلومات لم تتوصل إليها البشرية من قبل عن الكوكب الأحمر، ووصول المستكشف راشد إلى سطح القمر، لتكون دولة الإمارات أول دولة عربية، والرابعة على مستوى العالم، التي تحقق هذا الإنجاز، ومن المقرر إطلاق القمر الصناعي الإماراتي

(MBZ-SAT) ثاني قمر اصطناعي إماراتي يبنيه ويطوره فريق من المهندسين الإماراتيين بعد قمر (خليفة سات)، وتترجم الإنجازات التاريخية في مجال الفضاء الطموحات الإماراتية الكبيرة كإحدى الدول الفاعلة في مجال الفضاء وعلومه، بفضل رؤية القيادة الحكيمة، وعزيمة أبناء الإمارات، الذين اكتسبوا حب الإنجاز وتحدي المستحيل لتحقيق الطموحات من قيادتهم، التي لا ترضى إلا بأعلى مستويات التميز.

وعلى الصعيد البيئي كرست دولة الإمارات عام 2023 للاستدامة تحت شعار (اليوم للغد)، ضمن مبادرات متنوعة، سلطت الضوء على تراث الإمارات الغني في الممارسات المستدامة، منذ عهد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إضافة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال.

كما تصدرت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في العديد من المؤشرات، بفضل رؤية القيادة الرشيدة، التي جعلت الدولة نموذجاً عالمياً للتطوير باهتمامها بالعنصر البشري كأساس لعملية التنمية والتطوير، وتسخير العمل والخدمات الحكومية لخدمة الإنسان وسعادته ورفاهيته، فوفق تقارير المؤسسات الدولية المتخصصة حققت دولة الإمارات معدلات قياسية من التنمية الشاملة، الأمر الذي وضعها في مراكز الصدارة في تقارير التنافسية العالمية، ضمن أفضل دول العالم تقدماً، من حيث تحقيق السعادة والرضا للمواطنين والمقيمين على حد سواء، إضافة إلى التطور الهائل، الذي حققته الدولة في مجالات الاقتصاد والاتصال والمعلومات والبنية التحتية والسياحة والتنمية البشرية والاجتماعية والمساواة بين الجنسين، وغيرها الكثير.

أما على الصعيد القانوني فتم تحديث القوانين والتشريعات، بما يواكب النهضة الكبيرة للدولة في مختلف القطاعات، بهدف تعزيز قدرات الدولة التنافسية، ودعم البيئة الاستثمارية والتجارية وتحقيق أمن واستقرار المجتمع، وحفظ حقوق الأفراد والمؤسسات، بما يتناسب مع رؤية قيادتنا الرشيدة، ويلبي في الوقت ذاته تطلعات قطاعات محورية متنوعة، ولمسايرة أفضل الممارسات المطبقة في العالم، والاستفادة من توظيف التكنولوجيا والتقنيات الحديثة لتسهيل الإجراءات.

كما قامت دولة الإمارات بتطوير النظام القضائي لتسهيل عملية التقاضي، وإتاحة الفرصة لجميع الأفراد للوصول إلى القوانين والأحكام، من خلال مختلف القنوات الرسمية.

أما على الصعيد الإنساني فيسجل التاريخ بفخر واعتزاز مسيرة الإمارات الحافلة في العطاء الإنساني، إذ يعُتبر العمل الإنساني ثقافة أصيلة راسخة في المجتمع الإماراتي نابعة من إرث الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونهجاً ثابتاً برعاية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتحرص دولة الإمارات دائماً على مد جسور الخير والعطاء مع جميع شعوب العالم، من خلال مبادراتها المتعددة ذات البصمة المؤثرة في إحداث أثر إيجابي ومستدام.

كل عام وإماراتنا الحبيبة في تقدم وازدهار ورفعة وعطاء مستدام.