عندما نريد تطوير مهاراتنا في مجال ما، لا بد لنا من الالتحاق بالبرامج والدورات التدريبية المناسبة لتحقيق أهدافنا المرجوة. المهارات المطلوبة للنجاح لا تأتي عن طريق الصدفة، وإنما تحتاج إلى معرفة مواطن القوة والضعف لدى الفرد، وتحديد المهارات التخصصية التي نرغب في التركيز عليها، والحصول على تغذية راجعة من قبل المختصين والخبراء، بالإضافة إلى الانضباط والاستمرارية في التدريب.
جانب مهم قد نغفل عنه في طريقنا للوصول لأهدافنا، وهو الجانب الشعوري من القصة.
يعتمد النجاح والإنجاز أيضاً على الشعور الإيجابي المتزن، وتمرين فهم المشاعر المطلوبة للنجاح، لا يقل أهمية عن تمرين فهم المهارات. المشاعر الجيدة هي صديق داعم للإنسان الناجح.
استثمار مشاعرنا لصالحنا وتطويرها سيساعدنا في تحقيق المزيد من النجاحات. فهم مشاعرنا تجاه أنفسنا والآخرين تمرين مهم، لأن كل شعور نمر به هو رسالة ودرس لنا إما للتوقف أو المراجعة أو للاستمرار.
البقاء حبيسين في مشاعر الماضي بالتأكيد هو ليس الحل! فالماضي خادم جيد إذا عرفنا كيف نروضه ونستخرج أفضل ما فيه من مشاعر إيجابية حتى نعيشها هنا والآن مع هندسة مشاعر جديدة وأفضل تتناسب ومستقبلنا.
هناك أكثر من 30000 شعور يمكن أن يمر به الإنسان خلال فترة حياته، ولكن أغلبنا يختار أن يعيش في صندوق المشاعر الأساسية الستة، وهي الغضب والحب والخوف والفرح والحزن والدهشة حسب تصنيف عجلة المشاعر.
القياس المادي للوصول للهدف قد يكون سهلاً، وذلك عن طريق تحديد وقياس المستهدفات المعتمدة، ولكن قياس الشعور والخروج من صندوق المشاعر الأساسية، واختيار التصنيف الدقيق للمشاعر التي نواجهها ليس سهلاً بالتأكيد، خصوصاً عند وصف المشاعر الجديدة التي نود أن ننغمس فيها أو نحلّق معها، ولكننا لا نعرفها جيداً بسبب أننا لم نجربها من قبل.
ماذا لو قمنا بتطوير هويتنا المشاعرية لمحاكاة مشاعر النجاح للوصول إليه بشكل أسرع؟ ماذا لو أدركنا بأن تطوير وفهم جانبنا الشعوري سيدعمنا في عيش تجربة حياتية غنية وأفضل؟