تتميز دولة الإمارات العربية المتحدة مرة أخرى في ساحة الريادة، وهذه المرة من خلال نجاحها باستضافتها للمؤتمر العالمي حول تغير المناخ «كوب 28». تتماشى هذه الفعالية العالمية مع رؤية مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قاد الإمارات نحو مستقبل أخضر ومستدام.

من المهم أولاً أن نفهم أهمية «كوب 28»، حيث يأتي هذا المؤتمر في إطار جهود العالم للحد من تغير المناخ والحفاظ على درجات الحرارة العالمية. وفي هذا السياق سنذكر في هذا المقال ممارسات القائد المؤسس الشيخ زايد، كيف تعامل مع البيئة الزراعية ووجهها باهتمام كبير للبيئة والاستدامة، حيث قال: «يجب الاهتمام بتطوير الأبحاث الخاصة بزراعة النباتات التي تتحمل الملوحة نظراً لندرة المياه العذبة».

إن احتضان الإمارات لهذا الحدث يبرز التزامها الراسخ بمواجهة التحديات البيئية والسعي نحو تحقيق أهداف باريس. يتمثل تركيز «كوب 28» على تسريع الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة في انسجام واضح مع رؤية زايد، الذي أشار بقوله إلى أن «تطوير الثروة الحيوانية يتطلب اهتماماً بالزراعة والتشجير».

مقولات الشيخ زايد تشير إلى روح الإصرار والتفاؤل في مواجهة التحديات، ويوضح ذلك قائلاً: «إن بعض خبراء الزراعة قالوا لنا في السابق: إن أرضنا لا تصلح للزراعة، ولكننا حاولنا ونجحنا. وهذا الذي شجعنا على الانطلاق وتحقيق المزيد من النجاح، وأصبحت تجربتنا الزراعية رائدة، وهذا ما دفعنا إلى الاستفادة من خبرات الدول الأخرى لزراعة نباتات وأشجار جديدة تتحمل الملوحة في البيئة المحلية». هذه الروح تستمر في دفع الإمارات نحو الابتكار والتفوق في مجال الاستدامة.

تأتي تلك الروح الريادية في ظل الرؤية المستدامة التي أراد الشيخ زايد تحقيقها للإمارات، حيث يشير إلى أن «لا حيوان بلا شجر». يتجلى هذا التفكير في الجهود الإماراتية لتشجير الصحراء وخلق بيئة ملائمة للحياة البرية، مؤكدة على رغبتها في أن تكون قوة دافعة في تحقيق التنمية المستدامة، وهو هدف يتماشى تماماً مع رؤية القائد المؤسس، طيب الله ثراه، في بناء مستقبل يحترم التوازن بين الإنسان والبيئة، لا سيما وقد كشفت دراسة حديثة عن تدهور حالة الغابات الاستوائية في العام الماضي، مما يبرز الضرورة الملحة لتحقيق التزامات البيئية، لأنه في ضوء فقدان مساحة تعادل حجم سويسرا من الغابات الاستوائية البكر في عام 2022، يتساءل العالم عن فعالية التعهدات التي قدمها الزعماء في «كوب 26»، وهنا تظهر قوة الرؤية البيئية للإمارات في «كوب 28»، حيث تواصل الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أهدافها البيئية.

في مؤتمر «كوب 28»، شهد العالم جهود الإمارات في مجال الطاقة المتجددة والابتكار البيئي، وهي خطوات تتماشى مع قواعد التأسيس التي خطها الشيخ زايد، رحمه الله، إذ يتضح أن دولة الإمارات لا تكتفي بتحقيق النجاح الاقتصادي، بل تسعى أيضاً للعب دور قيادي في الحفاظ على كوكب الأرض.

بوجود أكثر من 200 حكومة تشارك في هذا الحدث العالمي، يكون «كوب 28» منصة لتبادل الخبرات والتعاون لمواجهة تحديات تغير المناخ. تعكس هذه المشاركة الواعية لدولة الإمارات الوصايا الاستراتيجية للشيخ زايد الذي أكد قبل عقود من الزمن، بقوله: «الاستفادة من خبرات الدول الأخرى لزراعة نباتات وأشجار جديدة تتحمل الملوحة في البيئة المحلية».

باختصار، يعكس مؤتمر «كوب 28» في دبي تزامن الروح البيئية والتطلعات المستدامة للإمارات. إن هذا الحدث العالمي يعزز مكانة الإمارات كقوة رائدة في الحفاظ على المناخ وتحقيق التنمية المستدامة، ويمثل استمراراً لجعل إرث زايد العلمي مقياساً لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.