يتجلى فضل الله سبحانه وتعالى وجهود القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان،طيب الله ثراه، بما حققته الإمارات في مختلف المجالات، حيث وصلت إلى مرتبة الريادة على الصعيدين الإقليمي والدولي. الأمر الذي يدفع كل متابع لمسيرة الاتحاد أن يقول: إننا وصلنا في ظل قيادتنا الحكيمة إلى ما بُني من أجله الاتحاد، نحن في مصاف الدول المتقدمة حضارياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وسياسياً، ودولة يضرب بها المثل.

وكلّما وصلنا إلى ريادة نجد أنفسنا أمام فرصة لإلقاء نظرة واستكشاف أفق أوسع. وإذا صعدت إلى إنجاز أعلى رأينا أشياء أكثر. هكذا نجد أنفسنا كشعب إماراتي يرى المستقبل. هذا ما تعلمناه من القائد المؤسس بتفكيره الرؤوي، حيث يرى في كل إنجاز محطة تشكل مدخلاً لمرحلة جديدة، مشدداً على أهمية الطموح اللامحدود. كلنا ننظر بوجهة واحدة، كلنا كإماراتيين، نحمل مشعل الاتحاد. ونجسد عمق الاتحاد. نؤمن بالقيادة، ونعيش بفكر القيادة، وننهض كل صباح لننفذ رؤية القيادة. هذه هي الإمارات، قيادة وشعباً على قدم ورؤية واحدة.

وبالعبرة من الماضي أكد الشيخ زايد ،رحمه الله، على أهمية التفاعل مع التاريخ بقوله: عليكم أن تسألوا الآباء عن أحوال هذا الوطن قبل قيام الاتحاد. لقد حظينا بالسعادة في ظل الاتحاد، ويجب أن نحرص على تحقيق المزيد من التقدم، ونتعاون في دعم مسيرة الاتحاد إلى الأمام، ونقف ضد من يتربص بنا وقفة رجل واحد. 

وكأنه يقول وبأسلوبه الإنساني المعتاد شعب الإمارات لا زلتم في الطريق، وطريق التميز غير محدود، وبروح الاتحاد، يجب أن يظل التوجه دائماً للعلا، ولدعم مسيرة الاتحاد والوقوف صفاً واحداً ضد المتربصين.

ويقول الشيخ زايد في مجال آخر: إنني أرى فيكم الأمل، أمل هذا الشعب في أن يتحول اتحاده إلى وحدة. لقد شهدت أمتنا تطوراً كبيراً بعد سنوات طويلة من التخلف. بعد الفرقة تكاتفنا وقطعنا خطوات كبيرة على طريق التقدم. ثم يُبرز أهمية التضافر والعمل المشترك بتوضيحه: «نتعاون ونتحلى بالخلق القويم، وأملنا فيكم كبير. إننا أمة واحدة وأبناء وطن واحد، ويجب أن نعمل جميعاً يداً واحدة وفكراً واحداً، وعلى كل منا أن يجند نفسه لتحقيق أهداف أمتنا».

تدفعنا هذه الممارسات الاستراتيجية التي ورثنا إياها قائدنا الحكيم، إلى التواضع، فالإنسان لا يرتفع إلا بعلمه وقوته، فقد وضح أن أمتنا عانت التأخر عن ركب الدول المتقدمة، وأننا بالاتحاد وصلنا وسبقنا من كان متقدماً.

وعند هذه المحطة يجب أن نوجه نظرنا دائماً إلى الأمام، نحو من فاتنا في مجال معين، ونتحداه بخلق قويم، بكل منافسة شريفة، وشجاعة وبسالة، كما أوصانا بالحزم قائلاً: لسنا بحاجة إلى تدخل، ولا نرضى بأي تدخل؛ فنحن نسير أمورنا فيما يخصنا، ولا نرضى وصاية أو تدخلاً لا من الشرق ولا من الغرب. نحن أمة لا نرضى بأي أسلوب يجعلنا بعيدين عن المسؤولية في أمورنا الداخلية ومصالحنا، ونحن نرد على كل استفسار، ونحرص دائماً على أن تكون علاقاتنا مع كل الدول علاقات صداقة وود.

وهنا يتعزز مفهومي بعمق الاتحاد، وما أهَّلنا إليه الاتحاد من قوة، قوة في الكلمة والفعل. نقلنا من التخلف والفرقة، ومحط تربص، إلى استقلالية، ومسؤولية، وشهامة. 

لا يزال القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد يحث كل فرد على التكاتف بالقول: علينا أن نتكاتف لتعويض ما فاتنا من تخلف وحرمان، ونعمل لتوفير متطلبات مجتمعنا في كافة المجالات لتوفير سعادة هذا الشعب الذي آمن وعمل من أجل قيام الاتحاد«

بالعبر يُقيم،طيب الله ثراه، مسار النجاح الذي قطعته الدولة مذكراً:»إن نظرة للواقع الذي كنّا فيه قبل قيام الاتحاد تتطلب تقييم الأمور على أساس كيف كنا وكيف أصبحنا، وهو ما يشهد به الجميع في الداخل والخارج.

علينا أن ننظر كيف كان الحال قبل انطلاقة مسيرة الخير على هذه الأرض، وكيف بدأت، وإلى أي مدى أنجزت وحققت لأبناء هذا الوطن.

إننا نحمد الله ونشكره في كل لحظة على ما أنعم به علينا من أمن واستقرار ورخاء. ويزيد موضحاً: وإذا رجعتم إلى الماضي لوجدتم أنه كان لدينا سبعة أبواب في دولة غنية بالكنوز والخيرات والإمكانيات التي تجلب الطامعين القريب منهم والبعيد. ولما كان الطمع من شيم النفوس والطبيعة، ولما كان الفرد لا يرده إلا الخوف من الله ورد السلطة له، فقد صبرنا مع المخاطر، حتى عرف كل واجبه. وإن الاتحاد سلطة على الجميع وإن شاء الله هذا الصبر يحقق النجاح ويوفقنا إلى ما نصبو إليه.