«التوليفة» «الخلطة» «التركيبة» «المعادلة»، الكوكتيل المتناقض الذي أرسته إدارة بايدن لمنطقة الشرق الأوسط وملفاته، بدأت آثاره المدمرة تظهر في المنطقة هذه الأيام.

انفلات واضح لأنصار ووكلاء إيران في المنطقة، عصيان واضح لبيبي نتنياهو على إرادة الإدارة الأمريكية، في أسلوب حربه الوحشية في غزة، آثار تخريبية لسلوك صواريخ الحوثي الإيرانية في تجارة البحر الأحمر، أكثر من 160 هجوماً على قواعد ووحدات أمريكية في سوريا والعراق، من قبل أنصار إيران.

ها هو وزير الخارجية، أنتوني بلنكين، يقوم بجولة هي الخامسة له إلى المنطقة منذ 7 أكتوبر، لمحاولة إنقاذ السمعة السياسية الأمريكية، ومنع انفلات سلوك إسرائيل وإيران، إلى مواجهة شاملة مباشرة، تضطر واشنطن إلى التورط فيها.

المصادر المطلعة بهذا الملف، تؤكد أنه لا رغبة أمريكية بأي شكل من الأشكال، في أي اتساع لدائرة المواجهات العسكرية في المنطقة، بالذات بين مصالح إسرائيل وإيران في المنطقة.

المسعى الأمريكي الآن، هو الحفاظ على خيوط التواصل بين واشنطن من ناحية، وتل أبيب وطهران من ناحية أخرى.

باختصار، لا تريد واشنطن، أو بالأصح، لا تقدر داخلياً وخارجياً، دفع فاتورة أي مواجهة واسعة في الشرق الأوسط، في عام انتخابات رئاسية، تسير فيه الأمور على خير وصالح الحزب الديمقراطي، وتدل الاستطلاعات فيه إلى تراجع شعبية الرئيس بايدن.

في الوقت الذي تغض فيه إدارة بايدن البصر عن مخالفات إيران في مبيعات النفط والغاز، الممنوعة بقرار العقوبات، تتعارض هذه الإدارة مع الحزب الجمهوري المعارض، على مسودة قرار مساعدات خارجية بالغ الأهمية.

مسودة المشروع تقول إن هناك رغبة في القيام بتقديم مساعدات خارجية، بإجمالي قيمته 118 مليار دولار، تنقسم إلى بنود تعبر عن «الخلطة» الغريبة لهذه الإدارة:

1 - 20.3 مليار دولار لأمن الحدود مع المكسيك.

2 - 60.6 مليار دولار لأوكرانيا، (أقل مما تتوقع كييف).

3 - 14 مليار دولار لإسرائيل لمواجهة حرب غزة.

4 - 2.42 مليار دولار لتكاليف المواجهات المحددة في حرب البحر الأحمر وتداعياتها.

كل هذه التكاليف، هدفها «ردع محدود»، متساوٍ مع المخاطر، شريطة ألا يؤدي إلى تصعيد.

وكأن واشنطن دولة صغيرة، ذات إمكانات محدودة، تخشى على نفسها من التورط في أي صراع إقليمي!