تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال «مجلس الشؤون الإنسانية الدولية»، مساهمة إنسانية إضافية للإنسانية على مستوى العالم. فالمجلس سيختص بالإشراف على جميع القضايا والمسائل المتعلقة بالشؤون الإنسانية الدولية. كما أنه سيؤطر المساهمات الإماراتية المختلفة، في منح وتقديم المساعدات التنموية والإغاثية على مستوى العالم، والعمل على تلبية الاحتياجات الأساسية للفئات المتضررة من مختلف الكوارث والأزمات في جميع أنحاء العالم، وكذلك بحث أوجه التعاون الدولي مع الجهات والمنظمات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، بغية توحيد الرؤى والاستراتيجيات والاستثمار الأمثل في تقديم الرعاية لكل من يحتاجها، ودعم القدرات البشرية والمهنية للقطاعات الصحية والتنموية، وإدارة عمليات التأهيل للقطاعات الصحية، وخصوصاً في العمليات الإغاثية.

تتزايد أهمية الدور الذي تضطلع به الإمارات على مستوى العالم. ولطالما كان صوت الإمارات ومقترحاتها ومساهماتها محل ترحاب وتقدير جميع دول العالم، ومؤخراً، كما تابعنا، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، القرار 2720، الذي قدمته الدولة، وطالب باتخاذ خطوات جوهرية وملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة في قطاع غزة، وحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض. وهو القرار الذي مكن الأمم المتحدة من تقديم المساعدات للمتضررين، ولا شك أن الإمارات كانت من أوائل الدول التي قدمت كل أشكال الدعم من فرق طبية ومساعدات مالية وعينية. وذلك بما يمثل جوهر دولة الإمارات الحقيقي في دعم جميع القضايا الإنسانية حول العالم.

الإمارات كذلك، وكعادتها، تسعى لتوفير بيئة عالمية، تجعل من الأعمال الإنسانية أهدافاً تنموية على صعيد العالم، من خلال تكثيف الجهود لتطوير حلول مالية مبتكرة، تمكن الجهات الإنسانية الجديدة من سد الفجوة التمويلية في قطاع المساعدات الدولية، وبما يمكّن الدول من التصدي بفاعلية أكبر لتحديات التنمية، والعمل على إعادة صياغة العلاقات بين الدول المانحة، والدول التي تحتاج الدعم، وكذلك تأطير العلاقات الدولية مع كافة المنظمات الإنسانية، لتوفير أساليب مبتكرة لتوصيل المساعدات لكل من يحتاج حول العالم. وكذلك القيام بالأبحاث والدراسات اللازمة التي تحتاجها، وتحددها الجهات المانحة، لإعداد مصفوفة خاصة بأساليب تطوير آليات الدعم وتقييم تأثيره.

إن دعم التمويل الإنساني المشترك لتسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، هو أحد أهداف دولة الإمارات العربية المتحدة، في الوقت الذي يشهد العمل الإنساني تطوّراً كبيراً، ولهذا كان إنشاء مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، برؤية ثاقبة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بغية تفعيل وتطوير دور الإمارات الفعال، وقدراتها الداعمة للأعمال الإنسانية، بناءً على المقوّمات الاستثنائية التي تمتلكها دولة الإمارات في ربط دول العالم معاً، وقدرتها الاستثنائية على توحيد جميع الأطراف المعنية.

ونظراً لموقع دولة الإمارات الاستراتيجي، وسياساتها المتطلعة دوماً إلى المستقبل، ورغبتها في تقديم العون والمساعدة لجميع دول العالم، ونظراً لأنها تحظى بمكانة رفيعة بين دول العالم، تمكنها من استقطاب الاهتمام من أسواق النمو العالمية، وتمتلك القدرة على تشجيعها على التعاون والتنسيق من أجل مضاعفة المساعي الإنسانية. فإن دور الإمارات الإنساني، سيتضاعف وينمو، وسيعم خيره على كافة بقاع العالم.