كان يوجه أصابع الاتهام إلى نفسه في بعض المواقف عند الإخفاقات وتدهور الحال سواء في التجارب الفاشلة والعلاقات المتذبذبة التي لا تستمر أو المشروعات والمهام التي لا تنجز بالشكل المتوقع والمطلوب، فتضعف الثقة بالنفس تلقائياً وينحدر معها تقدير الذات بشكلٍ لافت فيشعر مع مرور الأيام أنه غير واثق بقدراته وغير قادر على إكمال مسيرة التطور التي توصله إلى الهدف الذي يصبو إليه.
وفي موقفٍ آخر، قد يدخِل أحد الأشخاص من ليس له أي علاقة في عدم تقدمه ونجاحه في دائرة فشله حتى يشعر في قرارة نفسه بالرضا والقبول وبذلك يخرِج نفسه من قوقعة الحُكم السلبي والفشل ولوم وتأنيب الذات وتجده يسهب دائماً في تحليل نوايا الآخرين، هذه الشخصية هي بلا شك غير واثقة بنفسها ولا تقف على أساس راسخ وصلب، ولذا تجد أعذاره دائماً جاهزة ويقوم بتبرير الفشل الشخصي وتحميل الآخرين مسؤولية فشله الذي هو أساساً نتيجة تقصيره.
عموماً الحياة حقل تجارب، فلا بد من أن تسأل نفسك «ما الدرس الذي تعلمته من العلاقات السابقة، والمواقف، والعمل أو مسيرتك في الحياة؟»، «وكيف بإمكانك مسامحة نفسك على جميع الأخطاء القديمة والمضي قدماً في المسار الصحيح بآليات متقدمة ونظرة أكثر واقعية وإيجابية؟».
تذكر دائماً أنه ما حدث في السابق من مواقف سلبية وذكرى أليمة وإخفاقات وآلام وفشل أصبحت جميعها في عداد صفحات الماضي، ومن المهم أن تستبدل من اليوم بحكمك السلبي على النفس، التعرف إلى الدروس المستفادة من جميع تلك المواقف التي تعثرت فيها، وتعلّم كيفية مسامحة النفس على الضرر الذي تسببت فيه في حق نفسك بإيقاف اجترار الذكرى السلبية وتحسين الحوار الذاتي بإطلاق خطة تطويرية وأحكام أكثر إيجابية تسهم في تغيير مجرى حياتك للأفضل.