يعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قائداً استثنائياً، فتح كل أبواب التحفيز التي من شأنها أن ترفع من معنويات المجتهدين في أداء أعمالهم، وتوقظ المتقاعسين من سبات الروتين والخمول، إلى فجر الإبداع وصحوة الاجتهاد والتميز، ومن أقوال سموه الخالدة: «تجربتنا في الإمارات علمتنا أنه لا يوجد سر عميق في صناعة التنمية، فجودة المجموعة من جودة أفرادها». وانطلاقاً من هذه الرؤية الحكيمة، حث سموه على ضرورة إنشاء المبادرات التي من شأنها أن تعزز هذه المفاهيم القيادية السامية، والتي لا يرى تفاصيلها الدقيقة إلا القادة العظماء، ومن هذه المبادرات، جائزة محمد بن راشد للغة العربية، وتحدي القراءة العربي، ومبادرة صنّاع الأمل.
وأما عن مبادرة صنّاع الأمل، فهي تعزز قيمة من قيم المجتمع العربي، وواحدة من مكارم الأخلاق التي بعث الله تعالى نبيه الكريم لإتمامها، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «إنما بُعِثتُ لأتمِّمَ صالحَ الأخلاق»، ففي هذه المبادرة يتم تكريم الأفراد الذين قاموا بالمساهمة في خدمة مجتمعاتهم، بأي وسيلة من شأنها أن ترفع المعاناة عن الآخرين، أو تسعى إلى تحسين أوضاعهم دون مقابل مادي يرجونه من هذه الأعمال الجليلة، وبالفعل، نجحت مؤسسة الشيخ محمد بن راشد العالمية في الوصول إليهم وتكريمهم، والجميل أن مجتمعنا العربي مليء بصنّاع الأمل، الذين أسهمت مبادرة الشيخ محمد بن راشد في إظهارهم للمجتمع، وسطرت لنا قصصهم الرائعة، التي أيقظت وحفزت في المجتمع روح التعاون والإيثار، والشعور بالواجبات التي على الفرد منا أن يقدمها للمجتمع.
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله، إن الإنفاق لا يكون بالمال فقط، ولكن المقصود بالإنفاق، هو أن تستخدم كل نعمة أنعمها الله عليك في مساعدة من تستطيع أن تقدم له المساعدة، فعلى العالم أن ينفق من معلوماته، والشاب أن ينفق من قوته ونشاطه، وهكذا، وكما تعلمنا من قادتنا في دولة الإمارات أن الإنسان هو الثروة الحقيقية للمجتمع، وأن التقدير واحد من أقوى وسائل التنمية البشرية والتطوير، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «التقدير يفجّر طاقات الشباب، ويزيدهم عطاءً، ويدفعهم في طريق النجاح والإنجاز، وهو وسيلة مجرّبة لكسب الولاء وزيادة الإنتاج».