إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان دائماً يؤكد أهمية مكانة المرأة، وعمل بكل جد واجتهاد مع رفيقة دربه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، على أن تأخذ المرأة الإماراتية مكانتها في المجتمع، إلى أن أصبحت تشارك بفاعلية في مسيرة البناء والتنمية الشاملة لنهضة دولتها الإمارات العربية المتحدة.
ومع إطلالة مارس من كل عام، تلوح في الأفق بشائر يوم المرأة العالمي، تلك المعاني والدلالات التي أسهمت بتحديد يوم للمرأة العربية، وذلك إدراكاً وتقديراً للأدوار المجتمعية التي تسهم بها المرأة في بناء الأسرة وتطور المجتمع عبر العصور، وإنه لشرف كبير لنا نحن النساء أن يمر اليوم العالمي للمرأة ونحن نرفل في عالم اتسعت فيه الفضاءات الرحبة للمرأة، وخاصة في دولتنا دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بفضل من الله سبحانه وتعالى، ثم الرؤية المستنيرة التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي كفلت للإمارات مكانتها الدولية المرموقة، خاصة في مجال تحقيق التوازن بين الجنسين، الأمر الذي عكس أولوية هذا الملف ضمن الأجندة الوطنية التي تترجم رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز الدور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمرأة.
أما بالنسبة للاتفاقيات الدولية، ففي سبتمبر عام 1979، صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة ثم اعتمدت الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، المكونة من 30 مادة، ودخلت حيز التنفيذ الفعلي في سبتمبر 1981، ولم يمضِ وقت طويل حتى صادقت عليها 172 دولة، أي نحو 91% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. واعتبر ذلك أكبر انتصار حققته نساء العالم على الصعيد الدولي.
وقد قامت دولة الإمارات، عبر وزارة الخارجية، بتقديم إفادات (تقارير) دورية، تبين ما تم تنفيذه من بنود تلك الاتفاقية، من خلال اللجنة الوطنية التي تم تشكيلها من ممثلين لوزارات الخارجية والشؤون الاجتماعية والعدل، ووزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني، والاتحاد النسائي العام، وجرت العادة أن تتابع هذه الجهات وترصد التحولات والإنجازات التي تضاف إلى رصيد المرأة في الإمارات، وأي مكاسب تحققت بعد التصديق على الاتفاقية، مثل دخول المرأة عبر بوابة الانتخابات إلى المجلس الوطني، ومجلس الوزراء، وأي تدابير تشريعية أو اجتماعية تم تنفيذها لصالح المرأة.
لقد استطاعت المرأة الإماراتية أن تحقق إنجازات متتالية وواعدة في جميع المجالات محلياً وإقليمياً ودولياً، لتتوج نصف قرن من العطاء والبناء والتنمية على مختلف الأصعدة منذ تأسيس الدولة وحتى الآن.
وبهذه المناسبة الكريمة العالمية على قلوب نساء العالم أجمع، هنأت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، المرأة الإماراتية وجميع نساء العالم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الـ8 من مارس من كل عام، مؤكدة سموها أن بنات الإمارات زهرات الوطن ومصدر قوته وريادته، متمنية لهن مزيداً من التوفيق والنجاح والريادة، مضيفة سموها: «في هذا اليوم نبارك لبناتي الغاليات زهرات الوطن وقوته ومصدر تميزه وريادته.. أبارك لكن جهودكن الطيبة وأثركن الإيجابي في مسيرتنا التنموية المشرفة.. تعجز الكلمات أمام وصف مدى إيماني بقدراتكن ومحبتي الفياضة لكن جميعاً.. ولكني أبقى على العهد.. ذلك الوعد النابع من قلب الأم، بأن أبقى السند والعون لأحلامكن وطموحاتكن الملهمة.. حفظكن الله ورعاكن».
بقي أن أقول إن المرأة الإماراتية لها أن تفخر بما تحقق لها، وما حققته هي في كل مناحي الحياة، حيث أثبتت جدارتها في تولي كل الوظائف والمهام التي أسندت لها، وها هي تمضي بخطوات حثيثة في اتجاه مستقبل يكفل لها ما تستحق من حقوق نصت عليها الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.