للوقف مكانة كبيرة وآثار حميدة، فهو أحد أنواع الترابط والتراحم الاجتماعي، وفيه سبيل لإعمار الأرض والإنسان، وتعبير عن قيم التكافل التي حثنا عليها ديننا الإسلامي، لما له من دور في حماية الأسرة والمحافظة على تماسك المجتمع. ومع تطور الزمن أصبح للوقف أشكال متعددة ومؤسسات تهتم به وتشرف عليه باعتباره من أعمال الخير التي نادى بها الإسلام وشرعها، ومن الطاعات التي تقربنا من الله تبارك وتعالى.
ويعد نظام الوقف من المصادر الرئيسية لحيوية المجتمع وفاعليته، ففيه إبراز لقيم العطاء والتكافل والتراحم، وترسيخاً لمفهوم الصدقة الجارية وتواترها بين الأجيال حاملة في مضامينها سلوكيات عملية تظهر وعي الأفراد بمسؤولياتهم الاجتماعية، وذلك ما تجسد واقعاً من خلال «وقف الأم» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، لتكريم الأمهات بإنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم، ليشكل ذلك مثالاً على جهود الإمارات في توفير التعليم للفئات الأكثر احتياجاً والمساهمة في تنمية المهارات التي يحتاجونها لضمان مستقبلهم على المدى الطويل، إيماناً من الدولة بأهمية التعليم ودوره المحوري في دعم مسيرة التنمية للمجتمعات حول العالم.
رب العزة والجلالة أوصانا بالوالدين خيراً، بقوله تعالى [وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً] (الإسراء: 24)، كما أوصانا رسولنا الكريم بالأم كثيراً، وقد كررها ثلاثاً في حديثه الشريف تعبيراً عن أهمية مكانة الأم التي تعتبر وجدان المجتمع ومدرسته الأولى ومربية الأجيال وصانعة مستقبلها، ولذلك يعتبر «وقف الأم» من أفضل الطرق التي نكرم بها أمهاتنا.
مسار:
«وقف الأم» فيه ترسيخ لقيم المودة والتراحم وتعزيز لمكانة الدولة في مجالات العمل الإنساني والخيري.