للمؤرخ والناقد الموسيقي الفلسطيني - اللبناني د.فيكتور سحاب كتاب من 352 صفحة نشره سنة 1987 عن دار العلم للملايين تحت عنوان «السبعة الكبار في الموسيقى العربية». في هذا الكتاب المهم تناول المؤلف من خلال دراسة مفصلة كل ما يتعلق بسبعة من أعلام وعباقرة الموسيقى العربية المعاصرة والتعبير المسرحي والتمثيلي والسينمائي، وهم: سيد درويش، محمد القصبجي، محمد عبدالوهاب، رياض السنباطي، أم كلثوم، زكريا أحمد، أسمهان.
بدأ سحاب كتابه بمقدمة جميلة قال فيها: «في الفترة من 1904 إلى 1934 ظهرت في مصر مبتكرات تكنولوجية غربية أحدثت أثراً خطيراً في الموسيقى العربية، فدخل الفونوغراف ليحل محل الحفلات والمسارح وسيلة لنشر النتاج الموسيقي والغنائي، وتطورت صنعة المسرح الغنائي تمثلاً بالأوبرا الإيطالية التي أخذ المصريون يشاهدونها في مدنهم منذ عصر الخديوي إسماعيل، ثم ظهرت أول الأفلام المصرية سنة 1927، وأول الأفلام الغنائية سنة 1932، وسرعان ما ظهر الميكرفون، وتأسست الإذاعة المصرية سنة 1934، فأحدثت هذه المبتكرات تبدلات تعصى على محاولة الحصر، فغيرت كثيراً من ملامح الموسيقى والغناء العربيين في مصر ثم في الوطن العربي».
في الفصل الخاص بكوكب الشرق أم كلثوم نقرأ أنها بدأت الغناء في سن الثالثة عشرة، منشدة الموشحات الدينية، وحينما استقرت بالقاهرة سنة 1923، راح صديق والدها الشيخ أبوالعلا محمد يلحن لها قصائد فصيحة من روائع الشعر العربي لم يبق منها محفوظة على أسطوانات سوى عشر (بحسب المؤلف) وهي: «الصب تفضحه عيونه» (أول قصيدة غنتها الست وذلك في عام 1924 وهي من كلمات أحمد رامي)، و«وحقك أنت المنى والطلب» لشيخ الأزهر السابع الإمام عبدالله الشبراوي، و«أقصر فؤادي»، و«مثل الغزال نظرة» لصفي الدين الحلي، و«يا آسي الحي» لإسماعيل باشا صبري، و«أفديه إنْ حفظ الهوى» و«أماناً أيها القمر المطل» و«قل للبخيلة سلاماً تورعاً» لابن النبيه المصري، و«أكذب نفسي» لبكر بن النطاح الحنفي، و«كم بعثنا مع النسيم سلاماً» لإبراهيم حسني ميرزا. هذا علماً بأن القصائد تمثل نحو 26% من مجمل أعمال أم كلثوم.
ونجد في الفصل أيضاً رصداً لأغاني الست منذ بداية مشوارها الفني (في 1923) وحتى وفاتها (في 1975)، لكن هناك أغنيات لم تنسب إلى مؤلفها الحقيقي، مثل أغنية «نشيد الجامعة» المعروفة أيضاً باسم «شباب النيل» في عام 1937، التي نسبت خطأ إلى عبدالفتاح مصطفى بدلاً من أحمد رامي. وأيضاً أغنية «أقصر فؤادي» التي نسبت خطأ إلى أحمد رامي بدلاً من إسماعيل باشا صبري. إلى ذلك، هناك بعض الكلثوميات التي لم تذكر في الكتاب، منها :
«طالت ليالي العيد» (1935) كلمات رامي وألحان محمد القصبجي.
«غريب على باب الرجاء» (1955) كلمات طاهر أبوفاشا وألحان كمال الطويل.
«يا سلام على الأمة» (1965) كلمات عبدالفتاح مصطفى وألحان محمد الموجي.
«يا شباب الثورة البيضاء» (1957) كلمات صالح جودت وألحان محمد الموجي.
«يا سلام على عيدنا» (1959) كلمات بيرم التونسي وألحان رياض السنباطي.
«باسم مين» (1961) كلمات أحمد شفيق كامل وألحان رياض السنباطي.
«شعب العراق ثار» (1958) كلمات عبدالوهاب محمد وألحان رياض السنباطي.
«يا رسول الله خذ بيدي» (1968) كلمات عبدالقادر الجيلاني وألحان صالح الشرقي.
ويتبين من قائمة أعمال الست أنها لم تغن من ألحان أي ملحن غير مصري سوى مرتين: «وقفت أودع حبيبي» للملحن اللبناني فريد غصن ( سنة 1941م)، «يا رسول الله خذ بيدي» للملحن المغربي صالح الشرقي ( سنة 1968م). لكنها لجهة الكلمات تعاونت مع شعراء غير مصريين كثر، فغنت من كلمات شاعر سعودي (الأمير عبدالله الفيصل)، وشاعر كويتي (أحمد مشاري العدواني)، وشاعر لبناني (جورج جرداق)، وشاعر سوداني (الهادي آدم)، وشاعر سوري (نزار قباني).. وغيرهم الكثير.