أحداث متسارعة تشهدها الساحة في إمارة دبي ونشهد كل يوم ما يثلج صدورنا من تعزيز لرؤية دبي الكبرى الطامحة لجعلها المدينة الأفضل على مستوى العالم من جميع النواحي.

المشاريع العملاقة تحتاج لرؤية ثاقبة، واستشعار أبعاد وتحديات المستجدات حول العالم، وميزة دبي كانت على الدوام، أنها قادرة على التكيف والتطوير بمرونة بالغة، كونها تعتمد على استراتيجيات طويلة الأمد، ثابتة ولكنها مرنة، وتنطلق من رغبة صادقة وجامحة من جعل دبي مدينة إنسانية عالمية بكل المقاييس.

التشريعات التي تتبناها حكومة دبي تحت القيادة الملهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، تسعى دوماً لتحسين البنية الجاذبة للاستثمارات، وتحويل دبي لمركز الاستثمار العالمي الجديد. وقد شهدنا قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بشأن النافذة الرقمية المُوحّدة لتأسيس الشركات في إمارة دبي، والذي يأتي ضمن إجراءات تنفيذ مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 والتي تستهدف خلق بيئة استثماريّة داعمة للنمو الاقتصادي في دبي.

النافذة الرقمية ستمكن الشركات والمستثمرين ورجال الأعمال من تأسيس وتسجيل شركاتهم وكذلك مُزاولة جميع الأنشطة الاقتصادية بسلاسةٍ تامّة، وتوفر الوقت والجهد والمال على كل من يرغب في جعل دبي مركزاً ثابتاً ومتطوراً لأعماله. بما يضمن خلق فرص جديدة ومضمونة لكل المستثمرين، ويؤكد في نفس الوقت تفرد وتميز دبي على مستوى العالم في مؤشرات التعاملات التجارية والاقتصادية. وتمكين دبي من أن تكون محور استقطاب عالمي للأنشطة والتبادل التجاري بكل سلاسة ويسر.

كما نعلم فإن هذه الخطوة الهامة، تأتي ضمن مسار طويل أقرت خطوطه إمارة دبي منذ زمن، وهو المسار الذي يستهدف مضاعفة حجم اقتصاد دبي قبل حلول عام 2033، وترسيخ موقع دبي ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية حول العالم. فالأجندة الاقتصادية التي ابتكرتها حكومة دبي لا تسعى فقط لرفع إجمالي حجم التجارة الخارجية للسلع والخدمات، وزيادة حجم الاستثمار الأجنبي المباشر، وكذلك زيادة الإنفاق الحكومي في قطاعات الأعمال والاستثمار، ورفع تنافسية قطاع الأعمال وزيادة حجم استثمارات القطاع الخاص في المشاريع التطويرية في جميع المجالات، فحسب، بل تتعدى وتتحدى الطموحات والخطط الموضوعة، لتسريع عملية ومسار وحتى أسلوب ونمط الاستثمار على مستوى العالم. فدبي لا تستقطب المستثمرين فحسب من خلال بيئتها الاستثمارية الجاذبة، بل تحافظ وتحمي وتعمل على تنمية كافة تلك الاستثمارات، وتضمن لكل مستثمر فرصاً نادرة للنمو والازدهار، لا تتوفر في أي مكان آخر غير دبي.

وتزامناً مع هذا الطموح والسعي الدائم نحو كل ما هو جديد وفريد، شهدنا أيضاً إطلاق هوية جديدة لحكومة دبي تتماشى مع الرؤية المتجددة للإمارة التي تبهر العالم بكل جديد في كل يوم.

إطلاق الهوية الجديدة كما صرح سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ،رعاه الله، يأتي ليدلل بأن حكومة دبي متجددة دائماً وهويتها تجمع بين الأصالة والثقافة والتطلّع الدائم نحو المستقبل،وإطلاق الهوية يأتي لضمان استدامة التنمية، وتحقيق رفاه المجتمع، وتعزيز ريادة دبي عالمياً.

ومع إطلاق الهوية، باشرت دبي فوراً، في اعتماد كل ما يتواكب مع الهوية الجديدة وليؤكد أن الرؤى ترافقها الأعمال، حيث تم اعتماد حزمة من المشاريع التي من شأنها تعزيز المنظومة الاقتصادية بشكل عام داخل الإمارة، وتمكين المشاريع المبتكرة والواعدة التي تحمل صبغة دبي الفريدة. والذي مكنها بكل جدارة من تصدر المؤشرات التنافسية العالمية، لتصبح الوجهة المفضلة للعيش والعمل وجودة الحياة على مستوى العالم.