تزداد الأصوات في دول العالم، تنادي الجهات المختصة بضرورة تحسين أنظمة الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، للحد من الآثار النفسية والبدنية للشيخوخة.
وهي ثقيلة. تعرف ذلك الأسرة التي أنعم الله عليها برعاية أحدهما أو كليهما. فمن غير الرعاية والضمان، يصعب على الأهل الاطمئنان على الأجداد، وكبار السن من الآباء، وفقاً لدراسة غربية. قد توفر الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، حلاً للمشكلات النفسية والبدنية للشيخوخة، لكن البعض يعتقد أن ذلك ليس كافياً.
هنالك نواح أخرى اجتماعية، لها دورها الفعّال في التخفيف من وطأة حالة حتمية كهذه، من بينها دور الأسرة؛ إذ يتعين عليها محاولة دمج كبير السن في حياتها اليومية، وأن تتعامل معه كشخص سليم معافى، له مكانته واحترامه كما في السابق.
ذلك وحده قد يجنبه شبح العزلة وآثارها المدمرة، التي قد لا تتوقف عند العامل النفسي، كامتداد فترات الصمت، بل يخشى أن تتعدى إلى البدن فتزيد من اعتلاله، وبما يؤثر على الذاكرة، فيغيّب المسن عمّا حوله. إن عدد كبار السن في العالم يزداد، وسيشكل ضغطاً على الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي في كل الدول.
فالأشخاص ممن بلغوا 65 عاماً فما فوق، سيصل عددهم عام 2050 إلى 2.1 مليار شخص. والمؤرق أن معدلات المواليد في المجمعات الغربية منخفضة، ما يجعل الشيخوخة تحدياً لكافة دول لعالم.
ولفتت الدراسة إلى أن النقص في القوى العاملة، سببه ارتفاع نسبة الشيخوخة بين السكان، وهذا طبيعي. لذلك شددت على مشاركة من يرغب من كبار السن في القوى العاملة، عبر إخضاعهم لبرامج تدريب وتعليم. وهذا العامل هو الثاني بعد دور الأسرة في دمج المسن اجتماعياً.
لقد تميزت الإمارات بأنها تحوطت مبكراً لمثل هذا التحدي المعاصر، فتأسست فيها العديد من الأندية الخاصة بكبار المواطنين، والمجهزة بأحدث التجهيزات، لتصبح مكاناً جامعاً.