تراهن إسرائيل – بحماقة – أنها تستطيع أن توسّع نطاق المواجهة على «الساحات العربية» الموالية لطهران، دون توقع أي رد فعل إيراني عسكري مباشر.
آخر العمليات العسكرية التي قامت إسرائيل بها كانت منذ 48 ساعة في دمشق، استهدفت فيها مسؤولاً إيرانياً كبيراً في قيادة فيلق القدس.
المثير، والداعي إلى التأمل في هذه العملية، أنها تمت في المربع الدبلوماسي للقنصلية الإيرانية؛ أي أنها من الناحية القانونية قامت بعملية على ما يمكن اعتباره «أرض إيرانية».
تأتي هذه العملية ضمن نطاق 30 عملية قامت بها إسرائيل في سوريا منذ بداية العام الحالي.
وكالعادة احتجت إيران على العملية وصرحت أنها سوف ترد على إسرائيل رداً قاسياً لكنها سوف «تختار الزمان والمكان المناسبين».
وبحثت إيران عقد جلسة مفتوحة مساء أمس «الثلاثاء» في مجلس الأمن الدولي ليبحث هذه العملية.
رسالة إسرائيل في هذه العملية ثلاثية فهي رسالة إلى إيران تحذرها فيها من القيام بأي دعم لـ«حزب الله» اللبناني من خلال خط إمداد «مطار المزة» العسكري إلى منطقة البقاع اللبناني.
الرسالة الثانية لـ«حزب الله» اللبناني التي تؤكد فيها إسرائيل أنها قادرة على قطع أي دعم عسكري له.
الرسالة الثالثة هي لموسكو التي تتحكم – عادة – في كل عمليات الطيران الحربي فوق سوريا وبالذات فوق دمشق ومفاد هذه الرسالة أن تل أبيب لن تسمح «بغض البصر» الروسي عن أي شحنات تسليح إيرانية جديدة.
باختصار تل أبيب تقول للجميع إنها تخترق أي قواعد اشتباك سابقة، وإنها وحدها دون سواها – من الآن فصاعداً – هي التي تحدد هذه القواعد.
العملية تمت في منطقة «المزة» وهي منطقة مهمة للغاية في غرب العاصمة دمشق.
تبلغ مساحة دمشق 105 كم مربع، وتبلغ مساحة منطقة «المزة» 7700 هكتار مربع وتضم 100 ألف نسمة من السكان المؤثرين سياسياً ومالياً.
تضم منطقة «المزة» مربعاً أمنياً لبعض البعثات الدبلوماسية، وإسكاناً خاصاً لبعض كبار الشخصيات والضيوف، ويتم التعامل مع هذه المنطقة على أنها من المناطق الأكثر أمناً في دمشق حيث تضم مطار المزة العسكري وسجن المزة وميدان الأمويين ومجموعة من الوكالات والمكاتب المالية والتجارية.
بالطبع نفت واشنطن أي علم مسبق لها بالعملية الإسرائيلية ونقلت إلى السفارة السويسرية في طهران التي تمثل مصالحها في إيران التأكيد بأنها لم تكن تعلم بالعملية.
وباغتيال المسؤول الإيراني العميد زاهدي وقبله نائبه رضا موسوي، فهي بذلك تكون تجاوزت كل الخطوط الحمر المتفاهم عليها بين طهران وواشنطن، لأنها بذلك تكون مصرة على تدمير غرفة العمليات اللوجستية الإيرانية في المنطقة.