مبادرات اجتماعية كثيرة تطل بها الدوائر والمؤسسات الحكومية بين الحين والآخر، جلها يهدف إلى ضمان إسعاد المتعاملين، وأخرى تكون موجهة للمجتمع بشكل عام، ليكشف ذلك عن مدى حرص دولتنا على تطوير نوعية الخدمات التي تتمحور حول احتياجات الإنسان ومتطلباته، وتتناسب مع أسلوب الحياة الذي نعيشه، إلى جانب حرصها على رفاهية المجتمع وتحسين جودة الحياة والارتقاء بها نحو مستويات أعلى، حيث يأتي ذلك إدراكاً منها لأهمية الخدمة الاجتماعية التي تعتبر أحد العناصر الأساسية في بناء وتطوير المجتمعات، ودورها في تلبية احتياجات الأفراد الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية والثقافية وحتى البيئية، ومساهمتها في تعزيز التضامن وترسيخ مبادئ التكافل بين أفراد المجتمع.

خدمة المجتمع ليست مصطلحاً غريباً أو مستحدثاً، فهي إشارة إلى طبيعة الخدمات التي يقدمها مجموعة من الأفراد إلى غيرهم انطلاقاً من مبدأ التكافل المجتمعي، وهي لا تقتصر على فئة عمرية محددة كما لا تركز على فئات خاصة، وإنما يمكن لأي فرد الاستفادة منها، ولذلك فإن خدمة المجتمع تشكل جزءاً من تربيتنا وقيمنا وعاداتنا التي تحثنا دائماً على ضرورة دعم وحماية الفئات الهشة في المجتمع، وتوفير ما تحتاج إليه من الدعم والرعاية التي تساهم في تحسين جودة حياتهم، وتعزز التنمية المستدامة للمجتمعات.

والتطوع من أوجه خدمة المجتمع، وتكمن أهميته في كونه يبقينا على اتصال مباشر مع المجتمع في سبيل جعله مكاناً أفضل وأرقى، ويساهم في تنمية علاقاتنا الاجتماعية وبناء صداقات جديدة، وتنمية مهارات التواصل لدينا واكتشاف ما نتمتع به من مهارات ومواهب عديدة، كما يمكننا من تبادل الخبرات والتجارب والآراء مع الآخرين، وغيرها.

أشكال خدمة المجتمع كثيرة، وغير قاصرة على التطوع، حيث يمكننا من خلالها تعزيز الرضا النفسي، وتحقيق النجاح الشخصي والمهني عبر ضبط أهدافنا وخططنا وتوسيع طموحاتنا وتأسيس فرص جديدة قادرة على تحقيق أحلامنا وتحويلها إلى حقيقة.

مسار:

خدمة المجتمع تساهم في تهيئة أجيال واثقة بقدراتها وجاهزة للمستقبل.