هكذا هو قدرها، دولة الإمارات العربية المتحدة أيقونة النجاح في العالم قاهرة المستحيلات ووطن الأخلاق والإنسانية، قدر الناجحين سواء كانوا دولاً أو مؤسسات أو أفراداً أن يكونوا حديث الآخرين ومحط أنظارهم ومتابعتهم بل يسعون لمعرفة ما يجول في أعماق عقول الناجحين من الأفكار الإبداعية غير المتوقعة التي لا تستطيع عقولهم إدراكها، هذا حال أصحاب الفكر البسيط أن يكون الناجحون محور متابعتهم واهتمامهم.
خلال الأيام الماضية مرت على دول منطقة الخليج العربي ومن ضمنها دولة الإمارات حالة جوية استثنائية من حيث قوة وغزارة الأمطار التي هطلت وعمت مناطق ومدن دولة الإمارات وحسب ما تم الإعلان عنه من الجهات المختصة بأنه تم تسجيل أكبر كمية أمطار منذ بدء تسجيل وتوثيق البيانات المناخية في العام 1949 أي منذ 75 عاماً.
في هذا الجانب وجب علينا تقديم الشكر والتقدير لجميع الجهات التي عملت لمواجهة هذه الظروف المناخية على مدار الساعة وعملت على ضمان سلامة المواطنين والمقيمين وتقديم الدعم والعون اللازم لهم، وذلك لن يحدث لولا وجود الخطط والبرامج الاستباقية لمواجهة مثل هذه الحالات بحيث تعرف كل جهة الدور المطلوب منها بل ويعرف كل فرد في كل جهة ما هو دوره وكيف يقوم به وذلك تم من خلال برامج تأهيلية وتدريب مستمر، لذا رأينا خلال أقل من 24 ساعة عودة الحياة طبيعية كما كانت قبل الحالة الجوية وهذا ما يطلق عليه في إدارة الأزمات مرحلة التعافي، فشكراً لقيادة دولة الإمارات ووزارة الداخلية والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وللإدارات المحلية في كل إمارة وكافة الفرق.
نعود لقدر دولة الإمارات التي أصبحت حديث العالم حتى إن كان الحدث فيها حالة مناخية، والشيء بالشيء يذكر، يخبرني أحد الأصدقاء بأنه تلقى عدة اتصالات ورسائل نصية من أصدقاء له من الدول الغربية بل حتى من دول أمريكا اللاتينية، حيث تلقى اتصالاً من صديق له في دولة تشيلي للاطمئنان عليه، صدق من قال إن الدول لا تقاس بحجمها وعدد سكانها بل بأفعالها وتأثيرها خاصة التأثير الإنساني، فلولا التأثير الإماراتي لما وصلت أخبارنا إلى الشرق والغرب بل لما تفاعل معها أحد ولما كانت الإمارات حديث العالم.
دولة الإمارات النموذج الحلم للكثير من الباحثين عن الأمن والأمان والاستقرار والنجاح، بل والباحثين عن الإحساس بالقيمة الإنسانية والعيش بعزة وكرامة، هي دولة الإمارات التي لا «تبات» عند قيادتها الرشيدة القرارات والتوجيهات أي أنها لا تؤجل لما بعد، فقد وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، جميع الجهات المعنية بسرعة العمل على دراسة حالة البنية التحتية في دولة الإمارات وحصر كافة الأضرار التي سببتها الأمطار الغزيرة، كذلك أمر سموه بتقديم الدعم اللازم إلى جميع الأسر المتضررة. هذه التوجيهات والقرارات تنطلق من مقولة سموه: «سلامة المواطنين والمقيمين وأمنهم تأتي على رأس أولويات حكومة الإمارات».
الحالة المناخية المطرية في دولة الإمارات أخذت حيزاً مهماً وكبيراً من التغطيات الإعلامية في وسائل الإعلام الشرقية والغربية، صحيح أن الحالة شملت دولاً أخرى، إلا أن قدر دولة الإمارات أن تتصدر دائماً، فمن القنوات والوسائل الإعلامية المحترمة والمهنية غطت الأوضاع بكل مهنية ونقلت الحقيقة كما هي، وعرضت الجهود الحكومية القائمة على تبني خطط استباقية لمواجهة الحالة بل ومنها من تطرق للتعاون من قبل المواطنين والمقيمين مع الجهات المعنية النابع من حبهم الصادق للإمارات.
وفي الجانب الآخر، هناك من نشر عن الحالة وتطوراتها من وحي خياله وربما ذكر ما تتمناه نفسه المريضة، إلا أننا في دولة الإمارات من مواطنين ومقيمين ننظر للأمور بإيجابية ونأخذ العبرة والفائدة من كل حدث وموقف حتى لو كان إعلامياً أو وسيلة إعلامية لا تتصف بالمصداقية، العبرة والدرس هنا لمن عايش الحالة المناخية وتابع الوسائل الإعلامية «الصفراء»، أن لا يصدقوا كل ما يعرض أو ينشر إلا إن كان من أهل الصدق والأخلاق الحميدة.
الحمد لله على نعمة دولة الإمارات وعلى نعمة قيادتها الرشيدة وعلى نعمة شعب الإمارات الوفي لوطنه المخلص والمحب لقيادته، وعلى نعمة المقيمين المحبين لوطن احتضنهم فأحبهم وأحبوه، أكرمهم فبادلوه الوفاء، مواطنين ومقيمين اتفقوا على حب الإمارات وحكامها.