قد لا تكون المرحلة الجامعية سهلة على كثيرين، خصوصاً مرحلة الدراسات العليا منها (الماجستير والدكتوراه).
ما يميز مرحلة الدراسات العليا عما سبقها من المراحل، أن متطلباتها الدراسية تعتمد بشكل مكثف على التفكير النقدي، والعمل ضمن فريق.
بلا شك التفكير النقدي من المهارات التي يجب تأسيسها جيداً أثناء المرحلة الدراسية، فهي لا تخدم المرحلة نفسها فحسب، وإنما تعد الطالب لحياة ما بعد الدراسة والدخول لسوق العمل.
العمل ضمن فريق أيضاً لا يقل أهمية عن التفكير النقدي، فقد تجد أحياناً من السهل أن تبدأ وتنتهي من ورقة عمل بمفردك، ولكن قد تفاجأ من صعوبة ذلك عندما تشترك في المهمة مع آخرين، نظراً لاختلاف طبيعة الأشخاص في إنجاز الأعمال، ولصعوبة التنسيق والإجماع على نقاط مشتركة، وصعوبة الالتزام بتسليم العمل نفسه قبل انتهاء إطاره الزمني. من التجارب الشخصية الناجحة والتي ساعدتني على اجتياز الكثير من الفروض الدراسية في فترة الابتعاث وجود «رفيق دراسة أو ما يسمى بـ Study buddy».
ما أعنيه برفيق الدراسة ليس الأشخاص الذين يكونون معنا في المرحلة الدراسية فقط، وإنما أولئك الذين نتعاون معهم مع سبق الإصرار والترصد بالتخطيط والالتزام والمساءلة لإنهاء فروض دراسية معينة حتى ولو كنا من مراحل أو تخصصات مختلفة، وذلك من أجل تعزيز تجربتنا الأكاديمية ولفهم موادنا الدراسية بشكل أعمق.
من تجربتي الشخصية، أستطيع أن أصنف رفقاء الدراسة إلى نوعين: نوع من نجتمع معهم بشكل دوري لإنهاء فروض دراسية مشتركة ابتداء من العصف الذهني وانتهاء بتسليم عمل مشترك، والنوع الآخر هم الذين يتواجدون معنا لدعمنا نفسياً ولتخطي المرحلة الدراسية بنجاح حتى عند عدم وجود عمل مشترك.
ماذا لو أدركنا أن وجود رفيق دراسة يساعدنا على اكتساب مهارات كثيرة قد لا نستطيع اكتسابها عند العمل بمفردنا؟ ماذا لو أدركنا أن دور رفيق الدراسة عظيم بين الطلبة المبتعثين فهو حصن من الوقوع في شباك الوحدة والكثير من الأزمات النفسية؟