تزايدت جاذبية التنقل بين المدن أكثر من أي وقت مضى، بين كل من جيل الألفية، وهو المصطلح الذي يطلق على الجيل المولود بين أوائل الثمانينيات ومنتصف التسعينيات، والجيل Z المولود بين منتصف التسعينيات وأوائل القرن الواحد والعشرين.
وقد أرست التغييرات الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية المتسارعة، واقعاً عالمياً جديداً للجيل الأحدث، المتمكن رقمياً، والمنفتح على التغيير والمخاطرة. وأصبحت أبواب العالم مفتوحة على مصاريعها، مع سهولة كبيرة في الوصول إلى المعلومات والحركة بين البلدان، ما دفع بالجيل الجديد إلى تغيير أنماطه المعيشية التقليدية، والنظر في عوامل أصبحت أساسية في خياراته للمدن التي يفضلون العيش فيها.
أهم العوامل التي تحدد ما يعرف تقنياً بالاغتراب، وفعلياً بالبحث عن مستوى أفضل للعيش، تتلخص أولاً بالعائد المادي الأعلى، ثم مستوى معيشياً أفضل، تؤمنه الدولة أو المدينة، من حيث البنى التحتية والخدمات الحكومية، في مقدمها الأمن وسهولة إجراءات الإقامة والعمل، تضاف إليها للعائلات جودة التعليم والاستشفاء والحرية المادية والمعنوية.
وفي متابعة للمدن الأفضل التي يختارها المغتربون، حلت دبي في ضمن المقدمة آسيوياً وعالمياً، كأفضل المدن للعيش فيها لعام 2024، بحسب أحدث دراسة لشركة بريبلي (Preply )، التي صنفت 50 مدينة من أكثر المدن شهرة عالمياً، من خلال 10 مقاييس ذات صلة بالانتقال، تتضمن متوسط الراتب الشهري، وسلامة وسهولة العيش في كل مدينة.
واحتلت مدينة تالين في إستونيا المركز الأول عالمياً، كأفضل مدينة للوافدين، مع متوسط تكاليف للمعيشة في المدينة هو 1,586 دولاراً شهرياً، فيما متوسط الأجر الشهري يتحرك عند المستويات ذاتها، بين 1500 و1700 دولار، ليكون الأجر يضاهي كلفة المعيشة، وبالتالي، خيار الادخار في تالين قد لا يكون الأمثل.
دبي، من جانبها، كانت المدينة العربية الوحيدة بين أفضل 20 مدينة عالمية تصدرت التصنيف، وركز التصنيف بوضوح على أسلوب الحياة الفاخر في دبي. كما أن متوسط الأجر الشهري يبلغ حدود 4300 دولار، ما يشكل زيادة نسبتها 13.5 % عن تكلفة المعيشة، وهو ما يتيح خياراً أفضل لعامل الادخار.
ولا بد من التوقف أيضاً عند الميزة التفضيلية الأهم لدبي، وهي عدم فرض أي ضريبة على الدخل الشخصي للموظفين، كما أن الضريبة على الشركات منخفضة جداً، بالمقارنة مع المستويات العالمية، وتحفز الحكومة المبادرات الفردية وريادة الأعمال.