تابعنا القمة العربية التي أقيمت في مملكة البحرين يوم أول من أمس الخميس 16/05/2024، اعتقد أننا نستطيع أن نقول إنها قمة قضية فلسطين العادلة، كل الكلمات التي ألقيت خلال القمة ركزت على دعم القضية الفلسطينية وأكدت على أنها القضية العربية الأولى وأنها تأتي دائماً على رأس وقمة الأولويات لدى القادة العرب.
بشكل عام حظيت القضية الفلسطينية وخصوصاً الأحداث في غزة والتهديدات على رفح ونتائج العدوان الإسرائيلي عليها على الأولوية في المناقشات والكلمات، وجاء من ضمن الكلمات والخطابات دعوات للسلام في المنطقة ودعوة لتعزيز قيم التعايش والتسامح ومكافحة الإرهاب والتطرف، والعمل على تنفيذ برامج تنموية ونشر التعليم والخدمات الصحية في كل الدول العربية المتأثرة بالصراعات والنزاعات التي لم تأتي على الشعوب إلا بالدمار والفساد.
تميزت قمة البحرين بالهدوء والابتعاد عن طرح ومناقشة الملفات الخلافية بين الدول العربية، وهنا تأتي حكمة القادة على التركيز على الأولويات وتأجيل مناقشة الخلافات البينية، فالواقع والظروف الحالية تحتم على الجميع تجاوز الخلافات والتركيز على مصالح الدول العربية ومواجهة التهديدات الخارجية والاهتمام بتخليص الشعب الفلسطيني في غزة من معاناته ومن الظلم الواقع عليه والسعي لتبديل وضعه ليعيش بأمن وراحة واستقرار وسعادة.
عقدت القمة العربية والعالم والمنطقة يمران بظروف وأزمات عدة ومعقدة، ولن نتطرق إلى أن النظام الدولي في طور إعادة التشكل بل حتى النظام الإقليمي في طور إعادة التشكل رغم ما له من تأثير، ما لفت نظري أن قادة وحكومات الدول العربية كان تركيزهم على مصلحة الإنسان وأمنه وحياته، ولو رجعنا إلى الكلمات والتوصيات سنجدها تدور حول وقف العدوان وإطلاق النار ودعوات للسلام والتعايش ومبادرات تعليمية وصحية وتنموية.
نتائج القمة تقول إننا نريد العيش بسلام ونود حل الخلافات على طاولة المفاوضات ونتعاون في البناء والتنمية ونخطط ونتفق على مستقبل يتسم بالتعايش والتسامح في ظل تنمية شاملة تضمن العيش الكريم لأبناء المنطقة.
اسمحوا لي بالقول، إن قضية فلسطين قضية عربية خالصة، فهي قضية كل عربي، وأولوية كل القادة العرب، فلا يزايد علينا أحد سواء من دول إقليمية أو ميليشيات ولاءاتها خارجية أو ما يطلق عليهم محور، فسجل التاريخ والواقع أن العرب أصدق إنباء من غيرهم، قدم العرب أرواحهم وأموالهم لدعم القضية الفلسطينية ولم يرفعوا شعارات رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تحمي طفل أو امرأة ولا تحرر شبراً من أرض ولا تطلق سراح أسير أو محتجز.
دعم الدول العربية وتحركاتها في المنظمات الدولية هي ما تفيد فلسطين كقضية أو إنسان، من ضمن الأمثلة الكثيرة لدعم القضية الفلسطينية ما حدث الأسبوع الماضي، حيث تم التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال جلسة استثنائية طارئة على مشروع القرار الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة «بصفتها رئيس المجموعة العربية لشهر مايو» والذي يعتبر «فلسطين مؤهلة لعضوية كاملة في منظمة الأمم المتحدة وفقاً للمادة 4 من الميثاق»، أي أنه لا بد أن تكون فلسطين دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة، وقد جاءت نتيجة التصويت لتؤكد أن غالبية الدول تؤيد مشروع القرار الإماراتي بشأن عضوية فلسطين، حيث أيدت 143 دولة مقابل رفض 25 دولة.
اليوم أصبحنا أقرب إلى حصول فلسطين على حقها بأن تصبح دولة وأن يتمتع شعبها بحقوقه في ظل دولة كاملة السيادة، وهذا ما تعمل من أجله وتسعى إليه حكومات الدول العربية الداعمة للحقوق الفلسطينية في ظل قيادة واحدة ممثلة للشعب الفلسطيني معترف بها دولياً، وهنا لابد من رسالة واضحة وصريحة لكل الفصائل الفلسطينية، عليكم بالالتفاف حول القيادة الفلسطينية الشرعية المعترف بها دولياً، وتجاوز الأهداف الخاصة والرغبات الشخصية، ففلسطين أهم والفرقة هم، ورسالة أخرى للراغبين والمتمنين فرقة الشعب الفلسطيني لتحقيق أهدافهم الخاصة، اتركوا فلسطين والفلسطينيين، سيبقى العرب سندهم، ولا «تشغلونا بشعاراتكم».