يتعلم الطفل من الوالدين السلوك القويم، ويتعلم الطالب من المعلم المعرفة، ويتعلم الانسان من الحياة التجارب.
هل هناك ما يدفع الإنسان للتعلم؟
إشباع الاحتياجات الإنسانية متطلب أساسي في الحياة قد تكون هذه الاحتياجات هي دوافع مهمة تجعل الإنسان يسعى للتعلم.
يولد الطفل الرضيع معدوم المهارات وبعض القدرات مثل التحدث، لذلك فإن سلوكه الغريزي في التعبير عن الجوع أو الألم هو البكاء، عندما يتعلم الرضيع كيفية تناول غذاءه لأول مرة هو ليس بحاجة لوسائل تكنولوجية، بل هناك دافع فسيولوجي قاده إلى هذا السلوك وهو الجوع، بالتكرار أصبح لديه إجادة في طريقة تناول غذائه بمجرد ما يقدم له.
حاجة الإنسان البالغ في توفير بعض متطلبات الحياة مثل المنزل والطعام، تتطلب منه تعلم مهارة أو أكثر ليشغل وظيفة ما تكسبه المال الذي يستطيع من خلاله سد احتياجات المعيشة.
قد يختلف منبع التعلم من إنسان لآخر وربما تختلف المراحل العمرية التي يحتاج فيها بعض الأشخاص لتعلم مهارة ما، وقد تختلف طرق تعلم الإنسان للمهارات، وأيضاً تختلف مدى أهمية التعلم من إنسان لآخر والظروف التي تهيئ له فرصة التعلم والوقت الذي يدرك فيه الإنسان أنه بحاجة إلى التعلم واكتساب المهارة أو المعرفة، لكن في كل الأحوال يظل الإنسان يتعلم منذ الصغر حتى الكبر.
هناك قصص عن أشخاص أكملوا تعليمهم في سن متأخرة أو أشخاص اكتسبوا مهارات بعيدة عن مجالهم الوظيفي أو الأكاديمي، ربما يكون لدى هؤلاء الأشخاص الدوافع التي جعلتهم يدركون أهمية التعلم ويلمسون الأثر الذي يحدثه التعلم على حياة الفرد.
يحصل الشخص على المهارة أو المعرفة من خلال طرق مختلفة للتعلم إحداها التعلم العرضي أو العشوائي، يكتسب فيه ـ بغض النظر عن فئته العمرية ـ المهارة أو المعرفة بطريقة غير مباشرة، يتعلم مهارة معينة لكن ليس بنية التعلم، على سبيل المثال، يشاهد شخص برنامجاً صباحياً في التلفاز يعرض مواضيع مختلفة فيكتسب المعرفة حول موضوع تاريخي أو تكنولوجي.
ومن جانب آخر يستطيع الإنسان أن يكتسب المهارة أو المعرفة عن طريق التعلم المقصود وهو أفضل من التعلم العشوائي، لأن هذا النوع من التعلم يحتوي على هدف محدد، تبدأ أولى مراحله بالرغبة في تعلم أمر ما، أي أن نية التعلم موجودة وذلك خلاف التعلم العشوائي، ثم تتطور مراحل هذا النوع من التعلم خطوة تلو الأخرى مروراً بجمع المعلومات عن الهدف، التخطيط الشامل، المثابرة على تحقيق الهدف ومواجهة التحديات، الإنجاز والتطوير. عندما يكون دافع الإنجاز حاضراً دائماً لدى الإنسان القادر على التعلم فإنه يرافق خير من يمهد له الطريق للتعلم.