تعيش الإمارات الحاضر بأدوات المستقبل، وقد نجحت منذ نشأتها في التناغم مع الفكر الاستباقي العالمي الخلّاق، وجعلت الحوار بين الثقافات أبرز أولوياتها، ما رسخ مكانتها إقليمياً وعالمياً نموذجاً للتنوع الحضاري والثقافي، وأهلهّا لشغل منصب نائب رئيس اللجنة الدولية الحكومية لحماية وتعزيز أشكال التعبير عن التنوع الثقافي لعام 2025، بفضل تفرد رؤية قيادتنا الرشيدة التي استثمرت في الإنسان وآمنت بطاقاته، وحفظت حقوقه وحرياته الأساسية باعتباره جوهر الاستراتيجيات التنموية وغايتها وأساس نجاحها، حيث شكلت الدولة على مدار الزمن منارة للأمل والتفاؤل والتعايش الإنساني، وملتقى للأفكار والطموحات، ومكاناً يجمع كل الثقافات على اختلاف خلفياتها الفكرية والاجتماعية والثقافية، فأصبحت أرضاً تزهر فيها الفرص والأحلام.
وعلى نهج الابتكار الذي تسير عليه الدولة، تواصل دبي عبر أشكال التعبير الثقافي تقديم رسائل إيجابية للعالم، مستندة إلى حكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي أكد بأن «الحوار الثقافي بين الحضارات الطريق الأمثل والأقصر للوصول إلى تآخي هذه الحضارات»، فعملت الإمارة على تهيئة بيئة متفردة تتخذ من التنوع والحوار والاستدامة ركائز أساسية، وفتحت أبوابها للعالم فأصبحت حاضنة لأصحاب المواهب ورواد الأعمال والفكر والمثقفين، ومنحتهم المساحة للتعبير عن أفكارهم ورؤاهم والاستثمار في المجالات الثقافية والإبداعية، ما أسهم في دمج الثقافة والفنون في برامج وسياسات التنمية المستدامة، وعزز مكانة القطاع الثقافي والإبداعي.
وعلى درب دبي نسير في «دبي للثقافة» لنواصل عبر استراتيجياتنا تعزيز التنوع والتبادل الثقافي ودعم قدرات القطاع الإبداعي بوصفه أحد أقوى محركات التنمية في العالم، وهو ما يتجلى في العديد من فعالياتنا ومبادراتنا النوعية التي تمثل حاضنة لكافة أشكال التعبير الثقافي بما تشكله من منظومة متكاملة تلبي متطلبات المبدعين ورواد الأعمال، وتحتفي بتجاربهم الثقافية ودورها في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، وتسهم في جعل الإمارة واحة للفنون وساحة لتلاقي الطاقات، ومحطة رئيسية للحوار والتفاهم وإطلاق الأفكار المبتكرة والتعبير عنها.
تحولت دبي بفضل حكمة قيادتنا إلى مركز عالمي للإبداع وأشكال التعابير الثقافية والممارسات الفنية المتنوعة، وأصبحت موطناً للمواهب الساعية للتميز واستشراف فرص الغد.