التصريحات التي تصدر مؤخراً من المسؤولين الأمريكيين حول الحرب في غزة، تزداد يوماً بعد يوم غرابة واختلافاً مع العقل والمنطق والواقع.
منذ يومين دافع الرئيس بايدن عن إسرائيل، وهاجم قرار محكمة الجنايات الدولية اتهام قادة إسرائيل بالمسؤولية عن مخالفات للقانون الدولي وقواعد حقوق الإنسان، مما يؤدي إلى الاتهام بالإبادة الجماعية.
قال بايدن: «إسرائيل لم تتسبب أبداً في الإبادة الجماعية ضد المدنيين في فلسطين، وإن جيشها كان يمارس حقه في الدفاع الشرعي عن النفس ضد الأفعال الإرهابية لحركة حماس»، على حد وصفه.
وهاجم بايدن قرار قضاة محكمة الجنايات، واصفاً إياه بأنه معطّل لجهود الوساطة الحالية لإيقاف إطلاق النار.
أما وزير خارجية الولايات المتحدة، فإنه لم يتردّد في تكرار إلقاء مسؤولية الفشل في التوصل لاتفاق إطلاق النار والتوصّل إلى هدنة بسبب «تعنّت ورفض حماس للتسوية».
وقال بلينكين إنه كان من الممكن أن تحدث تسوية للحرب الدائرة في غزة بقرار واحد بسيط، وهو «قيام حماس بالتوقّف عن القتال وإلقاء سلاحها، والإفراج غير المشروط عن كل الرهائن الإسرائيليين»!!
والمتأمل والدارس لكل الحروب المماثلة منذ الحرب العالمية الثانية، سوف يكتشف أن مبدأ الاستسلام الكامل دون قيد أو شرط، هكذا لم يتم إلا في حالات الانتصار الكامل للمتغلّب الحاسم الذي يفرض وجوده بشكل واضح في مسرح العمليات، وهي الحالة الغير متوفّرة في حرب غزة.
في حرب غزة، رغم التفوّق العددي للجيش الإسرائيلي (40 ألفاً مقابل 25 ألفاً)، والتفوّق النوعي في التسليح (40 مليار دولار سنوياً مقابل 300 مليون.
وتوفّر السيادة الجوية المطلقة لسلاح الجو الإسرائيلي، إضافة لسياسات التجويع ومنع الماء والطاقة والكهرباء والأدوية والعلاج والطحين والاتصالات.
ورغم موافقة «حماس» على الوساطة المصرية – القطرية، ورفض إسرائيل لها، فإن اللوم كل اللوم والمسؤولية كل المسؤولية تضعها واشنطن على عاتق الجانب الفلسطيني.
إنه منطق ينقلب فيه الضحية إلى أن يصبح مداناً، ويصبح فيه القتيل قاتلاً، ويصبح ثمن الصوت اليهودي الصهيوني في انتخابات الرئاسة الأمريكية هو المحرك الرئيسي للضمير السياسي الأمريكي!
شيء محزن.
الحمد لله أن الطلاب الأمريكيين وأصحاب الحس الإنساني، ما زال في قلوبهم ما يعطينا الأمل في أن الضمير الإنساني ما زال بخير.