لقب بمطرب الجبهة بسبب تطوعه للغناء في كل حفلات الجبهة المصرية إبان حرب الاستنزاف وبعد حرب أكتوبر، فنال أرفع أوسمة الجيش المصري، ولقب أيضاً بمطرب الأوبريتات العالمية لأدائه بعض الأوبّريتات العالمية تحت إشراف الدكتورة رتيبة الحفني باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والروسية والإيطالية، ووقف بجانبه داعماً موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وملك العود فريد الأطرش والصحفيان محمود أمين العالم ورجاء النقاش والشاعر محمود حسن إسماعيل والملحن والمؤلف زكريا الحجاوي علاوة على أولاد الشيخ زكريا أحمد وأولاد سيد درويش.
وأثنت عليه السيدة أم كلثوم، وكون مع الفنان فتحي سلامة فرقة موسيقية غنائية تحت إسم «شرقيات» طاف بها معظم دول أوروبا، وطبعت أعماله على اسطوانات وشرائط بيعت وأذيعت في أوروبا، ولفت انتباه بعثة التلفزيون الياباني سنة 1969 فسجلت له بعض الأغاني، وغنى ومثل في مسلسل إذاعي عن حياة الفنان الراحل محمد فوزي.
كما قام بتلحين نشيد الجيش المصري الرسمي عام 2003، وقدمه في أوبريت شارك فيه العديد من المطربين المصريين والعرب بحضور رئيس الجمهورية وأركان الدولة، ولحن أغاني بكلمات سعودية وعراقية، وترجمت بعض ألحانه إلى التركية واليونانية، ولحن أوبريت «القدس حترجع لنا»، وقدم ألحانه للعديد من المطربين من أمثال عمرو دياب ومدحت صالح وعلي الحجار ومحمد الحلو ومحمد منير وإيمان البحر درويش ومحمد فؤاد وهشام عباس وخالد عجاج وشيرين وأنغام وغادة رجب وسميرة سعيد وعامر منيب ومصطفى قمر ووائل كفوري ونوال الكويتية وربيع الخولي وديانا حداد.
ذلك هو الملحن المصري الموهوب رياض الهمشري المولود في القاهرة في 9 نوفمبر 1958 والمتوفى في بيروت جراء أزمة قلبية مفاجئة في 7 مايو 2007، حيث كان مقيماً في لبنان على مدى 4 سنوات هرباً من حكم قضائي صادر بحقه بتهمة تزوير أوراق تثبت أبوته لطفلة اسمها شذى. وهكذا ودع الهمشري الدنيا بعد أن ترك بصمته على العديد من الألحان في فترة التسعينات وبداية الألفية، وكانت لمساته سبباً في نجاح العديد من نجوم الغناء في الوطن العربي.
بدأت قصته مع الموسيقى حينما كان في السادسة من عمره. وقتها تعلم الغناء والعزف على العود على يد خاله الفنان صلاح الهمشري الذي اكتشف موهبته ورعاها. أول أغنية أداها كانت «الورد جميل» للشيخ زكريا أحمد في برنامج «جرب حظك» الإذاعي، ثم واصل فقدم بصوته الطفولي الجميل أغنية «أنا في انتظارك» للسيدة أم كلثوم.
وفي سنة 1965 تقدّم لاختبارات الإذاعة والتلفزيون فاجتازها بسهولة، ليشارك بعدها في حفلات أضواء المدينة وحفلات الموسيقار فريد الأطرش والعندليب عبدالحليم حافظ كطفل يؤدي التراث المصري والعربي القديم ببراعة حتى أنه لقب وقتها بالطفل المعجزة.
وحينما كبر لم ينس أن يصقل موهبته بالدراسة الأكاديمية من خلال الالتحاق بالمعهد العالي للموسيقى العربية الذي منحه درجة البكالوريوس بامتياز مع مرتبة الشرف، علماً بأنه كان الأول على دفعته في آلة العود. ولم يكتف الهمشري بتلك الدرجة فواصل دراسته حتى حاز على دبلوم الدراسات العليا في الموسيقى.
وللهمشري فضل على السينما أيضاً، لأنه وضع الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام مثل: «حرب الفراولة»، «خلطبيطة»، «ليه يا هرم»، «ليه خلتني أحبك»، «الأستاذ عبدالعظيم»، علاوة على الموسيقى التصويرية لمسرحيتي «عفروتو» و«حكيم عيون». وحينما كان مقيماً في لبنان سنة 2007 التقى بالموسيقار الكردي الشهير هلكوت زاهر وقررا أن ينجزا ألحاناً مشتركة عربية كردية.
ولعل من آيات علو كعبه ومكانته في عالم التلحين أنه نال العديد من التكريمات ومنها: جائزة أوسكار الفارس الذهبي من وزارة الإعلام المصرية عن أحسن أغنية لعام 1995، وجائزة أفضل ملحن عربي من الجالية المصرية بأمريكا سنة 1999، وجائزة أفضل ملحن سنة 2000 من قنوات النيل الفضائية، وجائزة أحسن ملحن من مجلة روز اليوسف في عام 2000 أيضاً، وشهادة تقدير من الإذاعة المصرية مع الميكرفون الذهبي سنة 2001، ودرع التكريم من مهرجانات الشمال الدولية في لبنان سنة 2002.
وفي عام 2003 حصل على درع تكريم من مهرجان الإذاعة والتلفزيون المصري، وجائزة أفضل ملحن من قناة المحور الفضائية والقناة الرابعة المصرية. أما في عام رحيله، فقد تم تكريمه في مهرجان الأسكندرية الدولي الخامس للأغنية.
حكايات أهل الفن