هناك فلسفة كونية، ومنطق دبلوماسي تقود به الولايات المتحدة قواعد النظام العالمي الحالي المليء بالارتباك والتناقض والفوضى.
هذا المنطق، وجوهر هذه الفلسفة تظهر الآن بوضوح من خلال جلسات الاستماع التي يجريها الكونغرس الأمريكي هذه الأيام مع وزراء الخارجية، الدفاع، رئيس الأركان، لمناقشة تطبيقات السياسة الخارجية الأمريكية في مناطق الصراع الكبرى.
تقوم هذه السياسة على المبادئ التالية:
أولاً: أن الإدارة الأمريكية تقوم الآن بدور خط الدفاع الأول والأخير عن الديمقراطيات في العالم.
ثانياً: أن هذا الدفاع يحاول أن يكون مؤثراً بكل أشكال الدعم والمساعدات والتسليح للحلفاء، ويستخدم كل عناصر العقوبات الرادعة على الخصوم، مع محاولة تجنب الاشتباك أو التواجد المباشر لقوات أمريكية في ساحة الميدان بعد تجربتي غزو العراق وأفغانستان.
ثالثاً: إن مركز التهديدات للمصالح الغربية له أولويات استراتيجية هي بالترتيب:
1 - جنوب شرق بحر الصين ومنطقة المحيط الباسيفكي.
2 - وسط أوروبا ومنطقة بحر البلطيق.
3 - الشرق الأوسط (البحرين المتوسط حيث الغاز، والأحمر حيث المضايق الاستراتيجية وحركة التجارة) ومن ينشئ هذه الأولويات مناطق صراع مثل حرب روسيا وأوكرانيا، تأمين وحماية تايوان، دعم إسرائيل ضد ما يسمونه إرهاباً.
منطق الخارجية الأمريكية يقوم على التالي:
أن الغزو الروسي لأوكرانيا هو تهديد للديمقراطيات، ونمو النفوذ العسكري في بحر الصين هو تهديد من النظام الصيني لنموذج تايوان الديمقراطي، وأن دور إيران في المنطقة فيه تهديد للنموذج الغربي الديمقراطي في إسرائيل.
إذن أوكرانيا، وتايوان، وإسرائيل ضحايا مستهدفة من روسيا والصين وإيران و«حماس».
هذا المنطق المستحوذ على العقل السياسي لإدارة بايدن.
هذا المنطق – حتى الآن – لم يسجل أي نجاح حقيقي على الأرض في أي من هذه الملفات.
هذا المنطق هو بداية سقوط «الإمبراطورية الأمريكية وبداية النهاية لما يعرف بالقرن الأمريكي».