الموهبة والإبداع، وكما يعرفها علماء النفس والإبداع «عبارتان تعبران عن قدرات ومهارات فردية عند الشخص، تجعله قادراً على تحقيق أعمال فنية أو إبداعية»، أما الموهبة فهي القدرة الفطرية التي يتمتع بها الفرد في مجال معين، مثل: «الموهبة الموسيقية.. أو الرياضية.. أو الرسم والفنون الأخرى».. وقد تظهر هذه الموهبة في سن مبكرة.. أما الإبداع، فهو القدرة على إنتاج أفكار وأعمال جديدة ومبتكرة، سواء في المجال الفني أو العلمي أو أي مجال آخر.. وعندما يتمكن الشخص الموهوب من استخدام موهبته بشكل إبداعي، فإنه يمكنه إنشاء أعمال فنية أو إبداعية فريدة ومميزة.. بالتالي يمكن
اعتبار الموهبة، القدرة الأساسية التي يتمتع بها الشخص.. بينما يمكن اعتبار الإبداع هو الاستخدام الفعلي لهذه الموهبة لإنتاج شيء جديد ومبتكر.
من هذا المنطلق «يمكننا القول إن الاهتمام بالموهوبين والمبدعين يعد من أساسيات النهضة النوعية، والتطور والتقدم الحضاري لأي مجتمع من المجتمعات الإنسانية.. والمعلوم أن دولة الإمارات العربية المتحدة تولي اهتماماً مشهوداً له بهذا الخصوص في العالم أجمع.. ويبدو ذلك جلياً في إطلاق قادتها مبادرات وجوائز محفزة وهامة جداً في هذا الشأن.. كالمبادرة العالمية لشباب الإمارات التي تشرف على تنفيذها المؤسسة الاتحادية للشباب، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أغسطس 2018، وذلك خلال حضور سموه حلقة شبابية تحت عنوان «دور شباب الإمارات عالمياً»، التي عقدت في مجلس زايد بقصر البحر في أبوظبي.. ونظّمتها المؤسسة بمناسبة اليوم العالمي للشباب.. الذي يوافق 12 أغسطس من كل عام.. بينما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال عام 2022، مبادرة «نوابغ العرب» التي وصفها بأنها، «أكبر حراك عربي يقوده متحف المستقبل».
ونتاجاً لتلك الأهداف والرؤية الحكيمة الثاقبة لقيادتنا الرشيدة.. وفي إنجاز علمي حديث، وحدث هام مشرف لدولة الإمارات، فاز الطالب سيف حسن إبراهيم كرم، من المدرسة الثانوية النموذجية في الشارقة، بالمركز الثالث في مسابقة الكيمياء على مستوى العالم في المعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF المقام في لوس انجليس في الولايات المتحدة الأمريكية، وتوج بالمركز الثالث من بين أكثر من 2000 طالب مشارك من 70 دولة.. ومما لا شك فيه إننا جميعاً في دولة الإمارات فخورين بابننا النابغة الموهوب سيف، وبما حققه من إنجاز علمي عالمي نعتز ونفتخر به جميعاً ونتطلع آملين عودته إلى أرض الإمارات الحبيبة برعاية الله تعالى.
ويشار إلى أن المعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF يُعد أحد أبرز المنصات العالمية لعرض الأبحاث العلمية والتكنولوجية للطلبة الموهوبين من مختلف أنحاء العالم.
وكان الطالب الإماراتي سيف حسن إبراهيم، الذي يدرس في الصف الحادي عشر، في مدرسة الثانوية النموذجية بالشارقة فاز بلقب «العالم الإماراتي الشاب» عن الدورة السابعة في المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي نظمته وزارة التربية والتربية تزامناً مع شهر الابتكار فبراير الماضي عن «مشروع تطوير مركب كيميائي يمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو ويحوله إلى وقود نظيف» تحت إشراف معلمة الكيمياء آيات توفيق.
ويعد ابتكار الطالب الإماراتي سيف حسن إبراهيم في مجال تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى وقود نظيف إنجازاً يعكس التزام الإمارات بالابتكار والاستدامة في مواجهة التحديات البيئية العالمية، إذ إن تطوير مركب كيميائي يساعد على تقليل الانبعاثات الكربونية من الجو يعتبر أمراً ذا أهمية قصوى.
وبهذه الموهبة والتميز والنبوغ، ينضم ابننا سيف إلى ركب إخوته.
*عالم الفيزياء أحمد عيد المهيري، أحد أبرز العلماء العاملين بمجال الفيزياء النظرية، وهو أول إماراتي يحصل على قبول لدراسات ما بعد الدكتوراه في معهد الدراسات المتقدمة بالولايات المتحدة الأمريكية، أبرز معهد لبحوث الفيزياء النظرية في العالم في جامعة«برينستون». وفي هذا المعهد عمل النابغة آينشتاين خلال آخر عشرين سنة من حياته.
*عمران أنور شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
* الطالب خميس الجنيبي الفائز بالمركز الأول في أولمبياد الرياضيات العالمية التي أقيمت في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية.
عودة للقول: لزاماً علينا.. كل من مسؤوليته وواجباته»الأسرة - المدرسة- الجامعة - الأهل والأقارب) أن ننقل الصورة الحضارية المشرفة لدولتنا وقيمها الأصيلة وثقافتها العربية الغنية وتراثها العريق وأخلاق شعبها وعاداته وتقاليده إلى شعوب العالم.. إضافة إلى بناء جسور التواصل الإنساني والثقافي بين شعبنا والشعوب التي تتطلع إلى الانفتاح على الآخر على مختلف المستويات.. لأننا نعيش في وطن يمتلك قاعدة عريضة وراسخة من الشباب الذي يستلهم من مبادئ وقيم توارثها أباً عن جد.