للمساحات الخضراء والممرات المائية في المدن والقرى قيمة جمالية، وتأثيرات صحية وبيئية على السكان تجعل من كبرى المدن تتنافس على تعزيز حدائقها لرفع مستويات الحياة الصحية والاجتماعية، بما يتناسب مع المعايير الدولية وأجندة الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) 2030، فالعالم يتجه نحو تبني مستقبل أكثر خضرة في مخطط مشترك للسلام والازدهار.
إنما في الطبيعة أكثر من ذلك، ففي المساحات الخضراء والممرات المائية فرص للتنمية المستدامة، الاستثمار، الإنفاق ودعم العجلة الاقتصادية، ما دفع بدبي التي تعتبر واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم إلى توسيع البنية التحتية الخضراء كجزء أساسي من تطوير البنى التحتية للإمارة لدعم قطاعاتها الاقتصادية المختلفة بعيداً عن النفط، ففي المساحات الخضراء والممرات المائية قوة دفع لقطاعات عديدة، ولعل أولها السياحة والضيافة يضاف إليها قطاعات العقار، ما يضيف من قيمة العقارات المبنية في مساحات خضراء صحية وجميلة كما الطاقة المتجددة، حيث تسعى دبي إلى أن يأتي إنتاج 100% من إجمالي الطاقة من مصادر نظيفة بحلول عام 2050، وفقاً لاستراتيجية دبي للطاقة النظيفة.
وستساعد الخطة أيضاً على تعزيز سمعة دبي كوجهة رائدة للاستثمار التجاري والسياحي والفعاليات والأنشطة المختلفة.
ولا بد من الإشارة إلى أن أجندة دبي الاقتصادية D33 تهدف إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي مع المساعدة في ترسيخ مكانتها كواحدة من أكثر المدن استدامة في العالم، عبر طرح أكثر من 100 مشروع تحويلي، من شأنه إعادة تشكيل الطريقة، التي يعيش بها الناس ويعملون ويستثمرون في الإمارة.
ومع توقع ارتفاع عدد سكان دبي من 3.3 ملايين نسمة اليوم إلى 5.8 ملايين نسمة خلال السنوات العشرين المقبلة تشير تقديرات خطط دبي إلى أن المحميات الطبيعية والمناطق الطبيعية الريفية ستشكل 60% من إجمالي مساحة الإمارة بحلول عام 2040، أي أكثر من ضعف المساحة المخصصة اليوم. وسيتم إنشاء ممرات خضراء تربط بين المناطق الحضرية الرئيسية، ما يوفر طرق نقل مستدامة لسكان المدينة مع إضافة مسارات للدراجات وخدمات النقل الجماعي.
في الوقت نفسه سيزيد إجمالي طول الشواطئ العامة في الإمارة بنسبة تصل إلى 400% بحلول عام 2040، لتتفوق دبي في المساحات الخضراء على أهم المدن الرئيسية في العالم، ففي مدينة بكين الصينية تمتد المساحات الخضراء على 45% من إجمالي مساحاتها فيما تشكل الحدائق والمنتزهات 35% من مساحة مدينة لوس أنجليس الأمريكية، التي تعاني من ارتفاع في درجات الحرارة والحرائق المختلفة، و25% من مدينة نيويورك خضراء مقابل 9.5% في باريس، و7.5% من طوكيو، و2.2% فقط من مدينة إسطنبول التركية.