كلمة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمام مؤتمر المساعدات الإنسانية لفلسطين الذي انعقد في الأردن تستحق التأمل العميق.
الكلمة في محتواها متعاطفة مع المأساة الإنسانية الفلسطينية، وفيها عبارات عاطفية مؤثرة، وأيضاً استعانة بقصص إنسانية عن أطفال فلسطين فقدوا ذويهم كضحايا في عمليات القصف والمجازر.
وتضمنت الكلمة أيضاً وعداً أمريكياً صريحاً بتقديم مساعدات إضافية بـ 404 ملايين دولار كمساعدات إنسانية.
وعلق بلينكن السلام القريب وإمكانية إنجاز الاتفاق في غزة على رد حركة «حماس» على المبادرة.
بالطبع لم يشر بلينكن من قريب أو بعيد لتصريحات نتانياهو الأخيرة حول التزام الجيش الإسرائيلي بالقتال حتى إنهاء آخر وجود عسكري لـ «حماس».
ويدعم هذا القول المتشدد اليميني بن غفير الذي يطالب بإطالة أمد القتال عامين إضافيين حتى يتم إنهاء وجود «حماس».
ويقول د. غازي حمد القيادي في فريق المفاوضات الحمساوي «إن حماس قدمت رداً إيجابياً بعد نقاشات طويلة، ونفى ما نسب في الصحف الأمريكية عن مراسلات مزعومة تدعي أن يحيى السنوار يطالب بإطالة أمد الحرب لأنه يؤمن بأن هذا الأمر لصالح الفلسطينيين وضد مصلحة إسرائيل».
ومن هنا علينا أن نفهم أن كل تصريحات الإدارة الأمريكية من الرئيس حتى أدنى مسؤول عن السياسة الخارجية من الآن حتى حسم تسمية الرئيس الأمريكي الجديد في نوفمبر المقبل ستكون «داعمة»، و«غير انتقادية» للسلوك الإسرائيلي.
عواطف بلينكن في مؤتمر الأردن كان من الممكن أن تكون ذات مصداقية كبرى لو لم يتم تحميل «حماس» وحدها كل مسؤولية نجاح أي اتفاق تهدئة، ولم يتم توجيه أي مسؤولية على إسرائيل التي لم تلتزم حتى هذه اللحظة بأن يكون وقف إطلاق النار دائماً ويكون الانسحاب كاملاً.