«الماكرونية» في أزمة شديدة!
تجربة ماكرون، ذلك المرشح الذي صعد إلى سلم السلطة كاختيار مختلف عن تطرف اليسار، وفشل الوسط، وجنون اليمين في الحياة السياسية الفرنسية، قد وصل في انتخابات هذا الأسبوع إلى نهاية الطريق.
حقاً، سوف يستمر ماكرون رئيساً للجمهورية الفرنسية، لكنه سيكون حاكماً بلا نفوذ وبلا تأثير، لأنه لن يستطيع تمرير أي قرارات رئيسة في الداخل والخارج في تشريع البرلمان الفرنسي.
ماكرون، الذي وصل للحكم «كَحَلّ» أخير إنقاذي للرأي العام الفرنسي، أثبت فشلاً ذريعاً.
لم ينجح الرجل في تحسين الاقتصاد، ولم ينجح في تحقيق الأمن الداخلي في البلاد، ولم ينجح في استعادة مكانة فرنسا الدولية.
في الداخل، فشل الرجل في وعوده الانتخابية الخاصة بالضرائب وتخفيض البطالة والسيطرة على التضخم، وفشل أيضاً في تحقيق حالة الرضاء المجتمعي عن سياساته، وفي عهده خرجت عشرات المظاهرات والإضرابات والاضطرابات لمئات القضايا.
في عهده أيضاً، فشل في الوساطة مع بوتين حول أوكرانيا، وفقد صفقة الغواصات الأسترالية التي استحوذ عليها كل من الأمريكان والبريطانيين، وكانت الصفقة تقدّر بــ 56 مليار يورو.
كما فشل في تحقيق مصالحة في لبنان، وضاع الوجود الفرنسي في دول الساحل الأفريقي، وفقد دوره في أي وساطة في حرب غزة.
أزمة ماكرون الآن، هي أنه حاكم بلا نفوذ سياسي ولا تأثير تشريعي، وإن ذهب ينافق اليسار هلك، وإن نافق اليمين- وهو المستحيل- هلك أكثر.
إنها سنوات حكم مقبلة بلا فاعلية!