بتصريحات أردوغان الأخيرة تصبح منطقتنا على حافة حرب إقليمية بامتياز، تتداخل فيها إسرائيل وتركيا وإيران وفلسطين ولبنان وأنصار إيران في العراق وسوريا واليمن.
في مثل حدوث هذا السيناريو – لا قدر الله – لا أحد يمكن أن يتنبأ بموقف أساطيل الناتو في المنطقة، ولا رد الفعل الروسي المستفز والمستعد لأي موقف عدائي ضد الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي.
قال أردوغان في لقاء داخلي مع أعضاء حزبه إنه إذا استمرت إسرائيل في مواقعها في فلسطين فإن تركيا يمكن أن «تدخل» مثلما دخلت في قرة باغ وليبيا.
المحللون يرون أن كلام أردوغان التهديدي يجب أن يتم فهمه من قبيل «أنه خطاب شعبوي محلي لأعضاء حزبه ذوي الأصول الفكرية الإخوانية المتعاطفة مع إخوانهم من حركة «حماس» ذات نفس الجذور والانتماءات».
معارضو أردوغان يحذرون أن مثل هذا الكلام يعيد للذاكرة مواقف الرجل السابقة، التي فجرت مشاكله مع زعماء أوروبا، واليونان وقبرص.
ويحذر هؤلاء أردوغان من انفلات عيار هذه التصريحات الخطرة لثلاثة أسباب:
1 - صعوبة الوضع الاقتصادي التركي الذي يحاول النهوض والتحكم في التضخم والسيطرة على البطالة، لذلك سوف يصبح على أنقرة تمويل أكلاف أي مغامرة عسكرية جديدة.
2 - أنه يتعين على أردوغان وهو يهدد بتدخل عسكري أن يدرك أن إسرائيل ليست أكراد العراق أو أكراد سوريا، وليست ميليشيات طرابلس ليبيا.
3 - يجب أن يدرك أردوغان حسب رأي المحللين أن عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي تضعه في موقف صعب تجاه إسرائيل، التي يعتبرها الحلف داعماً معنوياً له وحليفاً سياسياً متقدماً في الشرق الأوسط.
يحدث ذلك في الوقت الذي قام فيه الرئيس الإيراني الجديد بزشكيان بتحذير إسرائيل عبر اتصال هاتفي، أول من أمس، مع الرئيس الفرنسي ماكرون جاء فيه: «إن أي عمل ستقوم به إسرائيل تجاه حزب الله اللبناني سوف تكون له عواقب وخيمة».
إذن نحن أمام تحذيرات وتهديدات تركية وإيرانية، في الوقت الذي تطالب فيه واشنطن وباريس ولندن وبرلين ضبط النفس من أطراف النزاع.
نتنياهو يهدد بأن الضربة آتية لا ريب فيها، ومصادر الجيش الإسرائيلي تتحدث عن وجود خطة واضحة لحجم ومدى وأهداف الضربة، بينما يطلب اليمين الديني الإسرائيلي بأن يكون الرد الإسرائيلي مدمراً وموجعاً لـ«حزب الله».
إنها طبول الحرب تدق بقوة.
حتى الآن لا أحد يعلم مدى الضربة هل ستكون محددة؟ هل ستكون موسعة؟ هل ستكون ضد الحزب وحده أم ستكون ضد الحزب وأنصاره في الجنوب أم ستكون ضد كل لبنان؟
ولا أحد يعلم – حتى الآن – كيف سيكون رد فعل الحزب هل سيكون ملزماً بقواعد الاشتباك أم سيحطم كل الخطوط الحمراء؟!