شكلت دبي على مدار الزمن منارة للأمل وأرضاً للتعايش وتلاقي المجتمعات، فهي «مطار العالم.. وملتقى البشرية.. وحلقة وصل بين قارات وحضارات العالم»، كما وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، ما يبرز قدراتها وقوة دبلوماسيتها الثقافية، وتفرد رؤاها ونجاحها في ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للثقافة.

وفي قاموس دبي التي تطمح لأن تكون مركزاً عالمياً للاقتصاد الإبداعي بحلول 2026، لم يكن مصطلح الدبلوماسية الثقافية كلمة عابرة، وإنما أداة قوية تراهن من خلالها على تفوقها في مد جسور التواصل مع الثقافات الأخرى، فقد أدركت الإمارة مبكراً أهمية هذا المفهوم وقدرته على تجاوز الحدود، وتأثيره في تحسين ورفع مستوى العلاقات بين الشعوب، ودوره في تعزيز الشراكات الدولية في مجالات الفكر والثقافة والإعلام والفنون والصناعات الثقافية والإبداعية.

ونجحت الإمارة باستخدام أدواتها الناعمة في رفع جاذبيتها الثقافية أمام العالم، وتمكنت من لفت انتباهه عبر أفكارها النوعية وتبنيها لمنظومة الابتكار، وتهيئتها لمناخات إبداعية قادرة على احتضان أصحاب المواهب، وتأسيس مؤسسات ومنشآت ثقافية ومتاحف متفردة، وإقامتها لمعارض ومهرجانات ثقافية وفنية ذات بعد عالمي تعكس تقاليد مجتمعها وتنوعه وعراقة تاريخها وتراثها.

وتحقيقاً لرؤاها المستقبلية شرعت أبوابها أمام الثقافات الأخرى، ورحبت برواد الأعمال والمستثمرين من كل أنحاء العالم، فأصبحت حاضنة للإبداع، ووجهة للأحداث العالمية المهمة، وأرضاً تزهر فيها الأفكار والمشاريع النوعية، وعلى رأسها منتدى المدن الثقافية العالمي 2024 الذي نستعد لتنظيمه في أكتوبر المقبل، والمؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم 2025»، وكلاهما يعقدان لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

بفكر قيادتنا الحكيمة المستنير، تواصل دبي مساهماتها في إثراء الحراك الثقافي العالمي، ومد خيوط علاقاتها مع المدن والمؤسسات والكيانات الثقافية الدولية المهمة، وتحفيز برامج التبادل الثقافي والفني، والمشاركة الفعالة في الملتقيات العالمية التي كشفت عن حجم الإمكانيات التي يمتلكها روادنا في الأدب والفكر والفن، ما يعكس مدى عمق وتأثير دبلوماسية الإمارة الثقافية.

*مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي