خطوات التعليم للأطفال، ليس في دفعهم نحو الروضة ومن ثم المدرسة، هذه وظيفة يقوم بها الجميع، بل الحكومة هيأت الوسائل لتحقيق هذا الهدف، وأقصد أن التعليم المجاني لم يأتِ عبثاً أو مصادفة بل لأهميته القصوى للمجتمع برمته، لذا إذا كان الوالدان يعتقدان بأن وظيفتهما الرئيسة هي تزويد الطفل بالغذاء والملبس ثم إرساله للتعليم، فإنني أريد أن أقول إن مثل هذه الوظيفة بديهية والجميع يقوم بها، بل هي جزء رئيس ولا جديد أو لا تميز في تقديمها لأطفالنا.
أثبتت الدراسات أن العوامل البيئية تلعب دوراً كبيراً في تكوين حياة الطفل المبدع ربما أكثر من العوامل الوراثية.. فالإبداع ليس محصوراً في نخبة من الناس، بل هو أمر مشاع ويمكن أن يكون في عقول أطفالنا وبإمكاننا التأثير عليهم ومساعدتهم حتى نصل بهم إلى طريق الموهبة وذلك يعتمد على الكثير من العادات الذهنية والسلوكيات والقيم التي تلعب دوراً في حياة الطفل مثل الأسرة والمدرسة حيث تؤكد العديد من الدراسات أن ثمة علاقة إيجابية بين ثقافة الطفل وقدرته على الإبداع، وأن تلك الثقافة التي يكتسبها من البيئة التي يعيش فيها قد تساعده على تكوين هويته وشخصيته وإبداعه وذلك بالاهتمام بمواهبه باعتبارها المصدر الأساسي للتكوين المعرفي للطفل في حياته المستقبلية، فالاعتماد على الممارسة العملية والميدانية له تأثير كبير على موهبة الطفل التي تساهم في تطوير مهاراته وسلوكياته وموهبته، إنها المهمة الحقيقية التي تقع على كاهل كل أب وكل أم، هي غرس التطلعات العالية الكبيرة في قلب وروح طفلهما، المهمة الجسيمة هي النجاح في جعل هذا الطفل ساعياً نحو الرقي ولديه نهم وحب للمعرفة والعلم، وعندما ينجح الأب والأم في غرس هذه المبادئ في صغيرهما منذ نعومة أظفاره فإنهما سيحصدان بعد بضع سنوات نتائج مهولة من تميز وتفوق ومهارة هذا الطفل.
المشكلة التي تحدث دوماً أن أطفال اليوم يعانون من هامشية الأهداف في حياتهم، وتواضعها، وهذا ليس ذنبهم بل ذنب من قام بتربيتهم وتوجيههم، فالطفل يشبه العجينة تماماً، يمكنك أن تشكله كيفما أردت، وهو في تلك السن طوع بنانك، لكنه عندما يكبر تصبح المهمة أكثر صعوبة ومشقة، لأنه سيكون مشغولاً جداً بمؤثرات كثيرة من الألعاب والأصدقاء فضلاً عن الوقت الذي سوف يمضي وهو يتصفح هاتفة الذكي ويخرج من تطبيق ويدخل لآخر.
لذلك يوصي التربويون بالتعامل مع أسئلة وخيال الأطفال بكل احترام، ومحاولة الإجابة قدر الإمكان عن أسئلتهم بكل ذكاء ومحاولة توجيه انتباههم لكل مصادر التعلم والخيال في المنزل والمدرسة والشارع والنادي وغيرها لذلك من الضرورة الاهتمام بخيال الطفل والسعي نحو تنمية معرفته بالمعارف والعلوم وتنمية الأفكار للمستقبل لذلك على كل أب وأم، الاهتمام بغرس القيم الجميلة، لأن هذه الكلمات هي التي سوف تلتصق بعقل هؤلاء الأطفال، وتدفع بهم نحو بناء مستقبل جميل متميز.