عملية تفجير أجهزة «بيجر» حزب الله، هي عمل استخباري إسرائيلي دقيق، يعكس 3 أمور في آن واحد:

1 - الأول قدرة «الموساد» الإسرائيلي على اختراق اتصالات أعدائه، خاصة بعدما منع حسن نصر الله القيادات في الحزب من استخدام هواتفهم النقالة، فجاء الاختراق الإسرائيلي عبر «البيجر».

2 - ضعف مناعة الإجراءات الأمنية التحوطية التي يجب أن تتوفر لتنظيم أمني عسكري مثل «حزب الله»، يعلم أنه في حالة حرب مستعرة، مع عدو لديه جهاز استخباري قوي وشرس.

3 - مهما اختلف قادة إسرائيل على المستويات السياسية والأمنية والعسكرية، فإنهم يتفقون جميعاً، وينحّون خلافاتهم جانباً في مسائل الأمن القومي، وعمليات تصفية «أعداء الدولة العبرية».

ولا يفوتنا أن نشير إلى أنه في ظل احتدام الخلاف بين نتنياهو وغالانت، والائتلاف الحاكم والمعارضة، فإنهم جميعاً كانوا على تواصل واجتماعات طوال الأسبوع الماضي، للتخطيط والتنفيذ، وإعطاء الضوء الأخضر لهذه العملية.

هنا أيضاً لا بد من معرفة كيف تم الاختراق، الذي أدى إلى التفجير الذي أودى بحياة 12 شخصاً، وأدى لإصابة أكثر من 3 آلاف من عناصر الحزب، وبعض المدنيين الذين وُجدوا بالصدفة على مقربة من حالات التفجير.

وعلى عهدة مؤسس شركة «غولد أبولو» التايوانية، التي صدرت 3 آلاف جهاز إلى شركة توزيع إيرانية «أن أجهزة «البيجر» التي انفجرت يوم الثلاثاء، تم تصنيعها في أوروبا، لشركة لديها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية». وبعد ذلك تم الكشف أن الشركة الأوروبية المصنعة هي شركة مجرية مقرها بودابست استطاع «الموساد» النفاذ إليها.

وحتى الآن، لا يزال التفسير الأرجح أن إسرائيل فخخت 3 آلاف جهاز من البيجر طراز «أي بي 924»، من خلال زرع مادة متفجرة صغيرة الحجم، قوية الانفجار، داخل هذه الأجهزة، ويمكن تفجيرها إما بشفرة معينة، أو بضغط سيبراني قوي، يؤدي إلى انفجار بطاريات «الليثيوم» التي تشغل الجهاز.

بهذا العمل، تكون إسرائيل قد قامت به لإرسال أربع رسائل - على الأقل – لـ «حزب الله»:

الرسالة الأولى: لدينا القدرة على الوصول إليكم بأي شكل.

الرسالة الثانية: أنتم مخترقون من جانبنا.

الرسالة الثالثة: نملك إحداث شلل في نظام الاتصالات المؤدي للقيادة والسيطرة العملياتي.

الرسالة الرابعة: الأفضل لكم أن توافقوا على عرض المبعوث الأمريكي هوكشتاين، بعمل منطقة عازلة على الحدود، وتعديل القرار 1701 على الأرض.