إسرائيل وإيران لا تريدان توسيع الحرب، ولكن لكل منهما مطالب أمام رأيه العام بالظهور بدور القادر على ردع الطرف الآخر والثأر الوطني من المساس بهيبة الأمن القومي للبلاد.
من هنا فقط يمكن فهم الرد، ثم الرد على الرد، ثم توقع رد الرد على الرد!
ومن هنا فقط يمكن فهم موقف «حزب الله» الذي يفاوض النار بالنار!
«حزب الله» يريد تكتيكياً وقتاً كي يعيد ترتيب صفوفه التنظيمية ومواقعه في الجنوب والبقاع وإعادة التموضع العسكري بناء على الأوضاع الجديدة التي خلقها جيش الدفاع الإسرائيلي.
و«حزب الله» لا يريد أن يبدو أنه تراجع عن مبدأ وحدة الساحات مع غزة، ولكنه أيضاً يعاني من الضغط الشعبي المتزايد لوجود قرابة مليون ونصف المليون من جمهوره في الجنوب والبقاع ينزحون في شوارع بيروت بلا مأكل ولا مشرب ولا مأوى، وبلا أي دعم من الحليف الكبير «إيران»!
إنها لعبة ضغوط متناقضة متزايدة على الحزب الذي يواجه هذه المرة بحجم تدمير ونيران لا تعرف أي خطوط حمر، ولا تعترف بأي قانون دولي، وقررت إسرائيل أن تفعل كل شيء وأي شيء لتمحو قيادة الحزب من على وجه الأرض، مهما كلفها هذا الأمر، ومهما طال الزمن.
نائب أمين عام «حزب الله»، قال في كلمته الثالثة منذ اغتيال حسن نصر الله «إنه في حال توقف إطلاق النار، فإن المستوطنين في مدن الشمال الإسرائيلي يستطيعون العودة». قال نعيم قاسم ذلك، وكأنه يعتقد أن هذا العرض يرضي عقلية ورغبات الائتلاف الحاكم في إسرائيل.
موقف نتانياهو الواضح هو أن إسرائيل لن تسمح أبداً لـ«حزب الله» بإعادة بناء قواعده أو قواه العسكرية مرة أخرى لتهديد سكان شمال إسرائيل.
«حزب الله» يريد لملمة نفسه بإجراء تكتيكي دون التنازل عن استراتيجيته المعتادة، بينما نتانياهو يريد تطبيق استراتيجية إبادة قوة الحزب القتالية!