متى يرضى نتانياهو بإيقاف إطلاق النار على جبهتي غزة وجنوب لبنان؟

اليوم يعيش الرجل حالة «فائض قوة» تجعله يشعر بالقدرة المتزايدة على فعل وإنجاز كل شيء وأي شيء.

من 7 أكتوبر 2023 انتقل نتانياهو من عدة «حالات» أو «صفات» عسكرية:

المرحلة الأولى: مرحلة الصدمة العسكرية، حينما قامت قوات القسام بالاختراق والمباغتة والتهديد لمستعمرات ومراكز السيطرة في فضاء غزة.

المرحلة الثانية: مرحلة بدء استيعاب صدمة الهجوم المباغت ورد الفعل.

المرحلة الثالثة: مرحلة المزيج ما بين القتال والتفاوض على هدف إيقاف النار وتبادل المعتقلين مع الأسرى.

المرحلة الرابعة: وهي مرحلة التملص والمراوغة للتهرب من أي اتفاق هدنة والتركيز على «خطة الجنرالات» في عمل ضربات وحشية ضد المدنيين لتفريغ الــ 360 كم من قطاع غزة، وتحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة.

تلك المرحلة هي الأكثر في تكبيد ضحايا وشهداء وخسائر للمدنيين.

المرحلة الخامسة: هي مرحلة تصفية القيادات الحمساوية، واستخدام الأثر المعنوي لهذه العمليات لتقوية مركزه في الداخل، وأمام محاولات إدارة بايدن تليين موقفه العسكري، ودفعه نحو التفاوض السياسي.

المرحلة السادسة: وهي مرحلة مواجهة وكلاء إيران في اليمن وسوريا والعراق، والتركيز الأساسي في المواجهة على «حزب الله» في جنوب لبنان.

أما المرحلة الأخيرة فهي التي بدأت بمواجهة إيران نفسها تحت مبدأ أن كل ما حدث ويحدث في المنطقة منذ 7 أكتوبر 2023 هو بتخطيط وتمويل وتسليح وتدريب إيران.

وبهذا المنطق أصبح نتانياهو يسوّق مشروع «القضاء على المشروع الإرهابي النووي الإيراني»، وأن جيش الدفاع الإسرائيلي يخوض حرب إنهاء هذا المشروع الإيراني في داخل إيران وعلى امتداد ساحة وكلائها.

«خمر الانتصارات الأمنية والعمليات العسكرية» الناجحة أسكرت الطموح السياسي للرجل، وجعلته ينتقل من الصدمة إلى رد الفعل، إلى الهجوم، إلى حرب الإبادة، حتى وصل الآن إلى الاقتناع بأنه الآن يلعب دور «الشرطي الإقليمي القوي» الذي سيعيد صياغة توازنات القوى في المنطقة كلها.

هذه هي الحالة النفسية والذهنية للرجل الآن.