تحت شعار «التعاون العالمي لصياغة اقتصاد المستقبل القائم على الذكاء الاصطناعي»، أقيم معرض جيتكس غلوبال 2024، حيث شهد حضوراً دولياً يعد الأكبر في تاريخه، بمشاركة أكثر من 6500 عارض من أكثر من 180 دولة، تضم أكثر من 400 هيئة حكومية ووكالة تنمية رقمية من جميع أنحاء العالم.

الواقع يشهد أنه منذ انطلاقه عام 1981، والمعرض يتطور بسرعة مذهلة حتى بات مركزاً عالمياً يجمع كبرى الشركات والمؤسسات التكنولوجية في العالم، ولعل حجم المشاركة الكبير في الدورة الأخيرة أكد حضور «جيتكس» القوي على الساحة الدولية، وعزز أهميته لمجتمع التكنولوجيا.

يعكس «جيتكس» رؤية الإمارات الطموحة في أن تكون أحد رواد العالم في مجال الابتكار التقني، خاصة مع التركيز الكبير على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والروبوتات والأمن السيبراني، فضلاً عن أنه يوفر منصة لعرض أحدث الابتكارات والمنتجات التكنولوجية.

اهتمام الدولة بسوق الذكاء الاصطناعي ليس من فراغ، وإنما مرده إلى التطور السريع فيه وانعكاساته الكبيرة على اقتصاد المستقبل، حيث كشفت المراكز البحثية العالمية المتخصصة، منها «فورتشن بيزنس»، أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي بلغ 621 مليار دولار في 2024، ومن المتوقع ارتفاعه إلى 2.7 تريليون دولار بحلول 2032.

لا شك أن جيتكس بحضوره المميز أسهم في تعزيز مكانة الإمارات مركزاً دولياً للابتكار ووجهة عالمية مفضلة للاستثمار الأجنبي المباشر في مجال الذكاء الاصطناعي، وبما يتماشى مع مساعي الدولة نحو خلق بيئة تغذي الابتكار وتمكن الشركات من استكشاف الإمكانات اللامحدودة لهذه التكنولوجيا الجديدة.

ما تم كان بخطة منهجية مدروسة جاءت وفق رؤية واضحة للقيادة الرشيدة من أجل تعزيز ريادة الدولة في المشهد الرقمي والتكنولوجي العالمي، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال جولته التفقدية للمعرض، ما يجعل الإمارات الأكثر استعداداً للمستقبل وتطوراته التقنية المتسارعة.

لقد أيقنت الإمارات مبكراً أهمية الذكاء الاصطناعي، فزاد تركيزها عليه بغرض استكشاف تطبيقاته الفريدة، مستلهمة رؤية القيادة الرشيدة في تبني هذه التقنية الجديدة، والاعتراف بالدور المحوري للذكاء الاصطناعي، والسعي لتطبيقه لتكون الإمارات الأولى عالمياً في هذا المجال.

إن دبي بحسن تنظيمها هذا الحدث السنوي باتت عنواناً للإلهام والإبداع والابتكار، وقبلة لكل الموهوبين والمبدعين في المجالات كافة، خاصة في علوم المستقبل والذكاء الاصطناعي، بفضل ما توفره من فرص نادرة وحقيقية تجذب أنظار العالم وتستقطب أمهر العقول في محيطها الإقليمي والدولي. وغني عن القول أنه ما كان لدانة الدنيا أن تبلغ هذه المكانة العالمية المتميزة لولا أن حباها الله قيادة حكيمة لديها رؤية مستنيرة وبصيرة نافذة، وتتمتع بعزيمة لا تلين، وإصرار كبير لا يعرف المستحيل.