تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى دعائمها على أسس حضارية متينة، ومبادئ إنسانية جليلة، وضع من خلالها خارطة طريق مستدامة ورؤية وطنية راسخة لدولة تسعى لسعادة مواطنيها والمقيمين على أرضها.

وتهدف لسعادة الإنسان والبشرية جمعاء، فبنت بكل تخطيط وعزم مجتمع السعادة لأبنائها حتى أصبحوا بحمد الله تعالى من أسعد شعوب الأرض، وتدفق نهر عطائها السيال لينتفع منه الشقيق والصديق، وامتدت أغصان خيرها الوارفة للقاصي والداني ليقطفوا ثمراتها اليانعة الدانية.

وقد شهدت دولة الإمارات منذ فجر تأسيسها إنشاء الكثير من المؤسسات الإنسانية والخيرية والتنموية في مختلف ربوعها، والتي عملت على تعزيز هذا النهج المشرق.

وأسهمت في تحقيق إنجازات إنسانية متميزة في كافة الأصعدة، حتى أضحت دولة الإمارات دولة رائدة ونموذجاً فريداً في مجال العمل الإنساني والتنموي، وحققت المراتب الأولى عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم، متبعة في ذلك أفضل المعايير والآليات والضوابط في هذا الباب.

وتأكيداً على هذه القيم والمبادئ والنهج الإنساني الراسخ أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مرسوماً اتحادياً بإنشاء «مؤسسة إرث زايد الإنساني»، التي تحمل اسماً غالياً على قلوبنا، وهو اسم مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتخلد ما ربانا عليه من إرث إنساني تغلغل في وجداننا، وصار جزءاً من حياتنا، حتى أصبح مجتمع الإمارات مضرباً للمثل في كرمه وعطائه وتسامحه وبذله الخير لكل محتاج، وقد قال الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في هذا الصدد:

«إن الله سبحانه وتعالى منح الإنسان الخير لكي يسخره لمساعدة آلاف الأيتام والمحتاجين المعوزين وتخفيف الألم والمعاناة عنهم ومد يد العون والمساعدة لهم، ورعايتهم وإدخال البهجة والسرور عليهم، وقال، رحمه الله، أيضاً مؤكداً هذا النهج الإنساني المضيء: «الغني يجب أن يساعد الفقير، والله العلي القدير منحنا هذه الثروة لتطوير بلادنا، وفي الوقت نفسه للمساهمة في تطوير الدول الأخرى».

إن إنشاء «مؤسسة إرث زايد الإنساني» هو تجسيد حي للقيم والمبادئ التي أرساها المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، وسارت عليها القيادة الحكيمة، وهي تعكس مدى التزام دولة الإمارات بالمساهمة في بناء عالم أكثر تنمية وازدهار.

وتترجم قيمها التي تتحلى به، قيم التسامح والتعاون والتكافل والرحمة والعطف، لتترك بصمات إيجابية في حياة الملايين من البشر حول العالم، في مختلف المجالات الإغاثية والصحية والتعليمية ومجالات مكافحة الجوع والأمن الغذائي وغيرها، وهو النهج الذي تحتاج كافة الدول والمجتمعات أن تتحلى به، لتتكاتف بذلك الجهود على المستوى العالمي لتحقيق الحياة الأفضل لكل من يعيش على هذه الأرض.

وتسعى هذه المؤسسة المباركة إلى أهداف عدة، منها تشجيع ثقافة العمل الإنساني في الدولة والعالم، هذه الثقافة الحضارية التي لا غنى للمجتمعات عنها، لتكون قادرة على مواجهة التحديات المتنوعة، بما في ذلك التحديات العالمية، التي تحتاج إلى تضافر الجهود وتكاتف الجميع وتحليهم بقيم التكافل ومحبة الخير للغير، وبالأخص في أوقات الأزمات والكوارث، التي يكون الإنسان فيها أحوج ما يكون للمساعدة والعون.

كما تشمل هذه الثقافة التعاون والتضامن لبناء مجتمعات مستقرة مزدهرة، من خلال المشاريع التنموية والبرامج الإنسانية، وتوجيه الجهود نحو القضايا الأكثر تأثيراً على المجتمع المحلي والعالمي.

كما تهدف هذه المؤسسة المباركة إلى إبراز إنجازات وجهود الدولة وقيادتها على كافة المستويات، لتكون بذلك نافذة مشرقة تعكس هذه الإنجازات، وتشجع الآخرين على السير على نفس الخطى.

وتشرف المؤسسة على العديد من المؤسسات والجهات الخيرية والإنسانية والتنموية المتنوعة، وتهدف إلى الارتقاء بمستوى أدائها وكفاءتها واستدامة فاعليتها لتكون أكثر عطاء ونفعاً، وهو يترجم نهج دولة الإمارات في مأسسة العمل الخيري، وضبطه، وتوحيد الجهود حوله، بما يحقق المزيد من التكامل بين مختلف المؤسسات ذات الهدف المشترك.

إن جهود دولة الإمارات في مجال العمل الإنساني والخيري والتنموي جهود مشرقة، تتميز بنهج ريادي ابتكاري تشع شموسه المضيئة في آفاق البشرية جمعاء.