تقف دولة الإمارات دائماً في مقدم الصفوف، عندما يتعلق الأمر بتقديم الدعم الإنساني والإغاثي للشعوب التي تعاني من ويلات الحروب والأزمات والكوارث، تمد يدها للقريب والبعيد على السواء، تدشن جسور المساعدات الممزوجة بالقيم الإنسانية التي ميزت نهج الإمارات وسياستها الخارجية، منذ تأسيسها على يد المغفور له، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، حتى أصبحت الإمارات عنواناً للإنسانية، والسند الأول والأهم للأشقاء والأصدقاء في ملماتهم وأزماتهم.

وأحدث تجليات هذه الحقيقة الراسخة، تجسد في الموقف الإماراتي الداعم بقوة لشعب لبنان الشقيق، في ظل ما يتعرض له من حرب إسرائيلية، لا ناقة له فيها ولا جمل، فرضت عليه، نتيجة أجندات وحسابات إقليمية لا علاقة لها بمصالح لبنان الدولة والشعب.

ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع شرارة الحرب، أظهرت الإمارات معدنها الأصيل، بوصفها السند للأشقاء، وأطلقت، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حملة «الإمارات معك يا لبنان»، وذلك بهدف إغاثة الشعب اللبناني، وتوفير ما يحتاج إليه من إمدادات طبية ومواد غذائية وإيوائية.

وقد لاقت هذه الحملة تفاعلاً شعبياً واسعاً، حيث شاركت فيها مختلف الجنسيات والشرائح والفئات المجتمعية، يتقدمهم سمو الشيوخ والوزراء والمؤسسات الإنسانية والخيرية، الذين شاركوا في مختلف مراكز أنشطة تجميع سلال الإغاثة بأبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة، كما شهدت الحملة تسيير الطائرات والسفن محملة بمختلف أشكال المساعدات الإنسانية.

وضمن هذا التحرك الإنساني الإماراتي، برزت خلال الأسبوع الماضي مبادرتان مهمتان للإمارات، الأولى تمثلت في توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتوفير برامج لدعم استمرارية التعليم في لبنان، عبر «المدرسة الرقمية»، التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، لمواجهة الظروف الصعبة التي يواجهها الأطفال والقطاع التعليمي، بسبب الأحداث الراهنة التي يمر بها لبنان.

ويعكس مشروع «استمرارية التعليم في لبنان 2024 – 2025»، الذي يستهدف في مرحلته الأولى 40 ألف مستفيد، رؤية إنسانية عميقة الأثر، تتجاوز مجرد تقديم المساعدات الطارئة من مأكل ومأوى، لتصل إلى إدراك الاحتياجات الفعلية للمجتمع، وخاصة فئة الأطفال، والحرص على عدم ضياع سنة دراسية من عمرهم، كما يجسد هذا المشروع إيمان الإمارات وقيادتها الرشيدة بأن استمرارية التعليم أمر حيوي لدعم المجتمع، حتى في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها، لأنه هو الذي سيعزز قدرة المجتمع على النهوض والتعافي على المدى الطويل.

أما المبادرة الثانية، فتمثلت في هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، لأمهات لبنان، واشتملت هذه الهدية على طائرتين تحملان على متنهما نحو 80 طناً من المواد والمستلزمات الخاصة بالأمهات اللبنانيات، دعماً لهن، في ظل الأزمة الحرجة الراهنة.

هذه الهدية التي أرفقتها سموها برسالة إنسانية نبيلة، تؤكد على تضامن الإمارات مع أمهات لبنان، وتجسد حرص «أم الإمارات» على تقديم الدعم للمرأة اللبنانية، مثلما كانت سموها دائماً الداعم الأول للمرأة، ليس في الإمارات فقط، ولكن أيضاً على المستوى العربي.

إن تضامن الإمارات على كل المستويات مع لبنان الشقيق في أزمته التي يواجهها، والذي لا يقتصر بطبيعة الحال على الدعم الإنساني، وإنما يشمل أيضاً الدعم السياسي، من خلال تحركات إماراتية فاعلة لوقف الحرب، إنما يؤكد مجدداً أن الإمارات كانت وستظل هي السند للأشقاء، والوجهة الأولى التي تتجه إليها الأنظار لتقديم الدعم والمساعدة.