بدأ الحزب الديمقراطي الأمريكي يطرح السؤال الكبير المؤلم: لماذا فشلنا في انتخابات الرئاسة 2024 ولماذا نجح ترامب؟

المعركة محتدمة الآن بين الفريق، الذي أدار حملة المرشحة كامالا هاريس، وبين أقطاب الحزب من ناحية، وبين مجموعة باراك أوباما، التي دعمت ترشيح كامالا، والأفراد والشركات التي مولت الحملة بسخاء، حتى تجاوز إنفاقها كلفة حملة دونالد ترامب.

البعض مثل نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، التي عزت المسألة إلى قصر المدة ما بين الانسحاب المتأخر للرئيس بايدن، والوقت الممنوح لكامالا هاريس كي تقدم نفسها إلى الجماهير.

تيارات أخرى من الحزب اعترضت منذ اليوم الأول على أسلوب فرض بايدن نائبته كامالا هاريس على المنصب دون اللجوء إلى الاختيار الديمقراطي المتعارف عليه، وهو سباق انتخابات حزبية تمهيدية بين مجموعة متنافسين، ويترك الخيار النهائي للمؤتمر العام للحزب.

وهناك من يلوم منظمي حملة هاريس على أنهم أساؤوا اختيار الخطة والوسائل والقضايا، التي نصحوا كامالا بالتركيز عليها، وإعطائها الأولوية.

هنا في واشنطن يشعر أنصار الحزب الديمقراطي بحالة من الاكتئاب النفسي والإحباط السياسي، لأن الفوز كان كاسحاً في الفارق بالمجمع الانتخابي والصوت الشعبي وترشيحات التجديد في الكونغرس ومجلس النواب.

التفسير البسيط العميق هو أن دونالد ترامب لديه فهم أعمق وأكثر مصداقية لأولويات المواطن الأمريكي مهما كانت طبقته.

أهم أولوية ركز عليها ترامب هي أثر الوضع الاقتصادي على حياة الناس، وارتفاع تكاليف الحياة من المواد الغذائية، وأسعار الطاقة، وتكاليف فوائد أقساط المنازل، وبقية الخدمات العامة.

لذلك كله لم يتأثر الناخب بقضايا الإجهاض أو المثلية الجنسية، أو دعم الحريات العامة بقدر ما اهتم بما يؤثر على لقمة عيشه، وتكاليف الحياة، وحجم الضرائب المفروضة على دخله.

حتى ملف الهجرة غير الشرعية نجح ترامب في ربطه بالاقتصاد حينما شدد على أن المهاجر غير الشرعي يهدد فرصة عمل المواطن الأمريكي، وينافسه حينما يقبل بالحصول على راتب أقل.