ماذا سيفعل دونالد ترامب بفائض القوة غير المسبوق تاريخياً له ولحزبه حينما يتولى سدة الحكم، ويصبح الرئيس رقم 47 في تاريخ الولايات المتحدة منذ تاريخ استقلالها.

ما أحرزه ترامب، وفريقه، ونوابه ومناصروه، وجمهوره، هو فوز تاريخي غير مسبوق.

سواء كنت مؤيداً أو معارضاً للرجل، محباً أو كارهاً له، فلا بد من الاعتراف بأن ترامب استطاع بنجاحه المذهل هذا أن يفوق كل التوقعات، وأن يهزم كل الاستطلاعات، ويحطم كل قواعد المعركة السياسية في الولايات المتحدة.

لماذا يمكن اعتبار نصره غير مسبوق؟

الأرقام وحدها، وهي خير شاهد على ذلك:

أولاً: حسب آخر النتائج، فاز ترامب في أصوات المجمع الانتخابي على هاريس بــ 312 صوتاً مقابل 226، والمعروف أن الحد المطلوب للفوز هو 270 صوتاً زائد.

ثانياً: فاز الرجل في أعداد الصوت الشعبي ما يفوق هاريس بأكثر من 6 ملايين صوت.

ثالثـــــــــــــــــاً: فاز ترامب في كل الولايات السبع المتأرجحة الحاسمة.

رابعاً: حصل نواب حزبه الجمهوري على الأغلبية اللازمة في مجلسي الشيوخ والنواب في الانتخابات الخاصة بالتجديد.

حينما تصبح رئيساً متفوقاً بالصوت الشعبي، والمجمع الانتخابي، ولديك أغلبية مريحة في المجلسين، فأنت قادر على تمرير ما تريد من قرارات، وتغيير ما تريد من سياسات.

هذا كله لا يعني أن فترة حكم ترامب المقبلة ستكون شهر عسل سياسي أو خالية من المشاكل لأنه – بعلم الحسابات – فإن هناك ما يزيد على 45 % من الكتلة الناخبة لم تصوت له، بل صوتت ضده، لذلك فهي سوف تفعل كل شيء لمقاومة ومعارضة سياساته حتى انتخابات التجديد لمجلسي الشيوخ والنواب بعد عامين.

وتلك هي المعركة الكبرى، التي يستعد لها الحزب الديمقراطي الجريح، والمهزوم بقسوة.