مرأى سرب من الطيور يحلق بانسجام في السماء قد يخطف النظر، شكل الطيور قد يدل على أن كلاً منها صف في مكان يكمل الآخر لتظهر الصورة بهذا التنسيق والجمال والجدية، بهذا الشكل تظهر صورة العمل الجماعي إذا اتفق فريق العمل على التركيز نحو الأهداف، وأدى كل عضو مهامه لتتناغم مع مهام الآخرين.
في مجال التعليم، تحرص المؤسسات التعليمية على تفعيل مجتمعات التعلم المهني في المدارس، والتي تركز على العمل الجماعي في رفع كفاءة التعليم وجودته، وذلك من خلال تكوين فرق عمل لها مهام وأهداف مشتركة تطمح إلى تعزيز منظومة التعليم المواكبة للتطور العالمي.
لم تعد عملية التعليم تقليدية كالسابق معتمدة على الأسلوب النمطي في التدريس، بحيث يعتمد المعلم بشكل أكبر على تلقين الطالب المادة التعليمية، أو يعتمد الطالب على الحفظ أكثر من الفهم والممارسة.
التعليم الحالي يتنافس على تحقيق أفضل النتائج في تحسين التحصيل الدراسي للطلاب من خلال استخدام التعلم المعتمد على الممارسة العملية وتطبيق استراتيجيات تعلم متنوعة تنمي لديهم القدرات والمهارات والمعرفة والثقافة التي تعود عليهم بالنفع حتى في حياتهم اليومية خارج المدرسة.
لذلك تكرس العديد من المدارس جهودها في تمكين العمل الجماعي؛ لأنه ركن أساسي لتفعيل مجتمعات التعلم المهني الذي تطمح إلى تطبيقها أغلب المؤسسات التعليمية في العالم؛ كونها تحقق نتائج إيجابية تعود بالفائدة أولاً على الطالب باعتباره المحور الأساسي لمنظومة التعليم، هذا المجتمع يمكن الطالب من الابتكار والقدرة على حل المشكلات وتوليد الأفكار واكتشاف المعلومات والاندماج مع الأقران، إضافة إلى مهارات وخبرات كثيرة يكتسبها الطالب من خلال تطبيق استراتيجيات وطرق التعلم الحديثة.
لنجاح العمل الجماعي يستوجب من إدارة المدرسة والمعلمين أن يدركوا أهمية تكوين فرق عمل مصنفة لتلبي احتياج المهام المطلوبة في تحسين البيئة التعليمية ورفع مستوى التعلم لدى الطالب، فرق عمل مؤهلة تعتمد على المشاركة في صنع القرارات والمشاركة في تنمية المعرفة والمهارات، والمشاركة في التطوير والتحسين من الأداء، فرق عمل لديها رؤية وأهداف واضحة تعمل بانسجام على تحقيقها.
لا يقتصر العمل الجماعي في مجتمع التعلم المهني على تكاتف فرق العمل في المدرسة فقط، بل هناك دور مؤثر بالإيجاب يكمن في تضافر المؤسسات المجتمعية، سواء من القطاع الحكومي أو الخاص في دعم المدارس. تعزيز العمل الجماعي بالمدارس هدف جوهري؛ كونه ركيزة يستند عليها تفعيل مجتمع التعلم المهني المتضمن أفضل الممارسات التعليمية من أجل تعليم فعال.