ماذا تريد إسرائيل من عملياتها الحالية في لبنان؟

العمليات ليست للردع، أو للانتقام، ولكن لإحداث تغيير جوهري في الجغرافيا والديمغرافيا يعيد صياغة القرار 1701 بما يتفق مع الرؤية الأمنية الجديدة لحكومة بيبي نتنياهو.

الرؤية الجديدة تعتمد على 3 عناصر أساسية:

1- أن الأمن وحده، وليس أي قرار دولي، هو الضمانة الوحيدة لإسرائيل حتى لا يتكرر 7 أكتوبر وحتى لا تكون هناك ما يعرف بقوة إسناد تابعة لإيران.

2- أن الأمن يتحدد بالقوة العسكرية المدمرة التي يجب أن تكون شديدة القسوة والتدمير، أولاً القوة العسكرية لحزب الله، وثانياً للبيئة والجمهور المساند لهذا الحزب.

3- لن تكون، وأكرر لن تكون القرى الحدودية المتقدمة والبقاع وصور والضاحية مرة أخرى كما هي مركزاً للدعم الأمني والشعبي لـ«حزب الله»، ولن تستخدم فيها أي مقرات لقيادة الحزب أو مخازن لسلاحه أو منصات سرية داخل كتلته السكانية.

إنها خير تعبير عن منطق سياسة «الترانسفير» التي تعتمد على أسلوب الضربة العسكرية المجهضة المفرغة التي تحقق حالة استحالة الحياة الإنسانية على مساحة أرض فيحدث نزوح مؤقت يؤدي في النهاية إلى هجرة دائمة عن الأرض الأصلية.

إنها سياسة جديدة لقانون جديد في عالم جديد فيه فائض قوة إسرائيلي مدعوم برضى أمريكي.

وبالطبع شارك «حزب الله» في هذا المشروع بالتطوع المجاني في إعطاء إسرائيل الذريعة.