حراك ثقافي لافت تعيشه الإمارات، تعيد من خلاله الوهج إلى منطقتنا العربية، وتسلط من خلاله الضوء على ما حققته من إنجازات وما نمتلكه من إرث حضاري وتاريخي، فمؤخراً أسدل معرض الشارقة الدولي للكتاب الستار على فعالياته، وفتح معرض العين للكتاب أبوابه أمام عشاق القراءة، الذين أدركوا معنى كلمة «اقرأ»، الوصية الأولى التي نزلت من السماء، ويحثنا فيها رب العزة على ضرورة التعلم والاهتمام بالقراءة والحَرف، الذي يشكل أول خطوة على طريق استئناف الحضارة، التي طالما دعا إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والذي آمن بأن «استئناف الحضارة قرار وليس شعاراً».

لم تعد معارض الكتب في الإمارات أماكن لبيع الكتب وتجارتها فقط، إنما تحولت إلى مساحات واسعة للمعرفة، واستقطاب الأدباء وأهل الفكر والثقافة، حيث يجدون فيها منصات لتبادل الخبرات والآراء، يبحثون في الشأن الثقافي المحلي والعربي، ويناقشون قضايا المجتمعات، ويضعون تصوراتهم المختلفة حول الثقافة التي أصبحت أحد روافد الاقتصاد، ويرسمون عبر نقاشاتهم ملامح المستقبل، وكيف يمكن للأجيال القادمة مواجهة تحدياته، والأهم من ذلك يكشفون عن نظرتنا إلى الحضارات الأخرى، حيث كانت دولتنا ومنطقتنا العربية على الدوام مركزاً لتلاقي الثقافات الإنسانية.

يتجلى في معارض الكتب الإرث الثقافي العربي والإسلامي، حيث تبرز بصمتنا في التاريخ، وما تمتلكه لغتنا العربية من وهج وجماليات وثراء، وهو ما يتجسد في المئات من المؤلفات والكتب بالمعارض، لتفتح عيوننا على المعارف وقوتها وأهميتها في صياغة مستقبلنا، وهو ما يؤكد تفرد هويتنا الثقافية وأصالة مجتمعاتنا العربية.

مسار:

الاحتفاء بمعارض الكتب يعكس مدى تأثيرها وعمقها ودورها في تعزيز حضورنا على الخريطة الثقافية العالمية.