يجمع كل من ترامب وماسك أكثر من صفة مشتركة:

أولاً: كلاهما عنده طموح شخصي بلا سقف.

ثانياً: كلاهما يؤمن بالرأسمالية المتوحشة، التي لا تعرف حدوداً للثروة أو سقفاً للملكية.

ثالثاً: كلاهما يرى أن تدخل الدولة بمفهوم الدعم الاجتماعي في مجالات الصناعات أو الخدمات، هو إهدار للمال العام، وأن أفضل طرف يستطيع أن يقدم أفضل خدمة بأفضل جودة بأحسن سعر، هو القطاع الخاص.

رابعاً: أن فكر الاتجاه اليميني داخل الحزب الجمهوري، هو الأقرب لفكرهما السياسي.

أخيراً، كلاهما على المستوى الشخصي كاريزمي، منفلت، غير قابل للانضباط، خارج السيطرة من أي قوى، حتى لو كانت من أقرب مساعديه أو مستشاريه.

مصالح ماسك وترامب تلاقت في هذه المعركة الانتخابية.

ماسك يخشى فوز هاريس، التي كانت تتوعد الشركات الكبرى بفرض ضرائب تصاعدية.

ترامب يخشى استمرار الإنفاق الحكومي، الذي وصل في عهد بايدن إلى 7 تريليونات دولار، وهو إنفاق غير مسبوق في تاريخ أي حكومة في تاريخ واشنطن.

إعجاب ترامب بأسلوب ماسك في ضبط الإنفاق في شركاته، وقيامه «بمجزرة مالية» في عمالة وموازنة تويتر، قبل أن يحولها إلى «إكس»، جعل من ترامب يفكر في أن يوكل إليه ما يعرف بهيئة ترشيد الإنفاق الحكومي، وهي هيئة مستحدثة.

يريد ترامب من ماسك أن ينجح في استئصال 2 تريليون دولار من موازنة الإنفاق الحكومي، وهي مهمة صعبة جداً وشاقة، ولها آثارها الاجتماعية والسياسية.

هل كون الرجلين من عينة خاصة متفجرة، غير منضبطة، كاريزمية، يمكن أن يؤدي يوماً إلى صدام بينهما في يوم قريب أو بعيد؟

لا أحد يعرف قانون الفعل أو رد الفعل لدى مثل هذه الشخصيات.