الساحة الرياضية لا تنفصل عن كل ما حولها من هيئات ومؤسسات ومختلف قطاعات في الدولة، وعليه فهي مطالبة بمواكبة حركة التطور السريعة المصاحبة لهذه القطاعات، صحيح أن الرياضة حققت العديد من الإنجازات التي عززت من سمعة الدولة وساهمت بقدر كبير في حركة التطور، إلا أننا كعاملين في هذا المجال نشعر بأن حركة التطور أقل من الطموح ولا تتناسب وحجم ما توفره الدولة لهذه الساحة من دعم وإمكانيات، كما لا تتناسب ومستوى الكفاءات العاملة في الساحة، فنية كانت أو إدارية، ومن هذا المنطلق نشعر دائماً بأننا في حاجة إلى المزيد من الدراسات والتفكير وطرح المبادرات والمقترحات التي من شأنها تحطيم القيود التي تحد من حركة التطور، وكسر الجمود الذي يسيطر على عقول بعض العاملين في هذا المضمار.

عندما أتفحص الساحة الرياضية، أجد بعض الهيئات وقد صاحبها تطور غير تقليدي انعكس على أسلوب وطبيعة العمل داخلها وأسفر عن منتج يدعو إلى السعادة والثناء، وأكد اتحادات وأندية نجحت بفكر القائمين على إدارتها في الخروج عن أطار المألوف واتبعت مناهج جدية أكثر تطوراً، وكان نتاج ذلك الكثير من الثمرات التي فاقت ما تحقق في نفس الهيئات في فترات سابقة، والأمثلة على ذلك ما يحدث في النادي الأهلي حالياً، والذي من حق إدارته التباهي كل عام برصيد إنجازاتها في ختام كل موسم، فإن يصل الرصيد هذا الموسم إلى 34 إنجازاً فهذا تطور يستحق التقدير خاصة والتطور يشمل جميع الألعاب تقريباً، والحال نفسه ينطبق على قلعة الزعيم وإن انصب تركيزها على كرة القدم، والشيء نفسه حدث في الجزيرة قبل 3 مواسم.

أما على صعيد الاتحادات فنلمس ما تحقق في اتحاد كرة القدم من ثمار التغيير الذي أحدثه محمد خلفان الرميثي الرئيس السابق على صعيد المنتخبات الوطنية، ويعمل يوسف السركال على استكماله بنهج آخر مختلف، لكن المهم أنه يهدف إلى نتائج ويسعى إلى تحقيقها ونلمس ثماره، وهناك اتحاد الدراجات، ولدينا مؤسسة الشطرنج، واسمحوا لي أن أطلق عليها هذا المسمى لأنها بالفعل مؤسسة كبيرة لديها منهج واضح وأهداف محددة وقطعت مسافات طويلة في طريق التطور حافظ على مكانة الإمارات في هذا العالم الكبير، ونلمس في اتحاد ألعاب القوى محاولات جادة للوصول بهذه اللعبة إلى المكانة التي نتطلع إليها جميعاً باعتبارها أم الألعاب، ولا يجوز للأم أن تكون بهذا الضعف والوهن.

ما طرحته مجرد أمثلة لهيئات ناجحة، وهي بالمناسبة قليلة مقارنة بالحجم العام للهيئات الرياضية، لهذا أطالب الجميع بالخروج من شرنقة الروتين، والتفكير بأسلوب غير تقليدي والنظر حولهم حتى نتمكن من اللحاق بالركب العالمي الذي يسير بسرعات إن لم نجتهد لمجاراتها فإن المسافة بيننا وبينهم ستصل إلى القدر الذي يصعب معه اللحاق بهم، وعندها قد نصاب بالإحباط ونبعد عن المسار الذي لا ينسجم وفكر قادتنا الذين لا يرون إلا المركز الأول، وينظرون إلى اليوم وليس الغد على أنه المستقبل الذي يجب أن نعمل ونجتهد من أجله، وهذا يعني أنه لا وقت أمامنا وإذا ضاع علينا اليوم فمعناه أننا أضعنا المستقبل.